Nostalgie de la mythologie : chapitres sur la pseudoscience
الحنين إلى الخرافة: فصول في العلم الزائف
Genres
لا يدرك كثير من الناس الكم الهائل من الشفاء الذي يتم لا بواسطة الأطباء ولا العمليات الجراحية، بل بواسطة أجسامنا ذاتها! إن 50٪ من الأمراض يشفى تلقائيا بواسطة عمليات الاندمال الطبيعي للجسم ودون عون من الطب.
40
إن الجسم هو حقا آلة مدهشة ذات قوى غير عادية على تصحيح ذاتها، بحيث يمكننا القول بأن كثيرا ممن يلتمسون العون الطبي سوف يجدون مآلا جيدا حتى إذا لم يفعل الطبيب أي شيء مفيد. من هنا يمكن حتى للعلاج العبثي أن يبدو فعالا، فحيثما كان تدخل علاجي ما متبوعا بتحسن فإن المرء لا يملك إلا أن يعزو التحسن للعلاج، ولا تملك أي قوة استدلالية يحيط بها علم الطب أن تقنعه بأنه ربما لم يكن العلاج هو ما رد إليه صحته.
41
إنه في قبضة الاستدلال المسيطر المغلوط «بعد هذا إذن بسبب هذا»
post hoc ergo propter hoc ، فحين يجرب الشخص علاجا فإنه في الحقيقة لا يملك أن يعرف ماذا كان سيحدث لو أنه جرب علاجا آخر، أو ماذا كان سيحدث لو أنه لم يجرب علاجا على الإطلاق.
ثمة مصدر آخر للانخداع الواثق بالعلاجات الزائفة، هو المسار الدقيق للعلل التي لا تشفى تلقائيا، فحتى عندما يكون الجسم عاجزا عن شفاء نفسه من إصابات معينة فإن العلل لا تفضي - بصفة عامة - إلى تدهور متجانس ثابت الخطى، إنما تتكشف المشكلات في نوبات وفجاءات، مع فترات من التدهور (اشتداد مرضي) المختلط بفترات من التحسن (هدأة أو فترة مرضية). مسارات الأمراض إذن متأرجحة بين الاشتداد والهدأة، وإن هذه الفترات المؤقتة من الانفراج النسبي هي ما يؤدي إلى الإدراك الخاطئ لنجاعة العلاج. ولما كان تناول العلاج يكون في الأرجح في فترات الاشتداد، وفترات الاشتداد في الأرجح متبوعة بفترات من التحسن حتى بغير علاج؛ فإن من لا يدرك ظاهرة التراجع الإحصائي
42
وظاهرة التأرجح في مسار أغلب الأمراض سيكون عرضة بقوة لأن يعزو أي تحسن مؤقت إلى تناول العلاج (بعد هذا إذن بسبب هذا).
الحق أن أي «علاج» يدخل أثناء توهج الأعراض يمكن أن يبدو ناجعا ما دام التوهج يتبعه الهدوء النسبي على كل حال، وحتى عندما يفشل العلاج ويتبعه تدهور أو موت يمكن تأويل الفشل بطريقة لا تمس الإيمان بنجاعة العلاج بحد ذاته! (4-3) تبرير الفشل (انتزاع النجاح من بين أنياب الفشل)
Page inconnue