Nostalgie de la mythologie : chapitres sur la pseudoscience
الحنين إلى الخرافة: فصول في العلم الزائف
Genres
من ذلك تتجلى لنا أهمية «المجموعات الضابطة»
11
في التقييم الصحيح لأي دعوى تتعلق بفاعلية علاج جديد.
أما النوادر الفردية - الصارخة البراقة - فينبغي ألا تفتننا في عملنا العلمي؛ فالنصوع المضلل
12
للنادرة يعمق انطباعها ويرسخ ذكراها ويضخم تأثيرها النفسي تضخيما زائفا، ويغري المخيلة بأن تلج في الوهم، ويجعل للنادرة الواحدة فاعلية ألف مثال عادي. هذا ما يجعل العلماء الزائفين يلجئون إلى النوادر ويستدلون بحكايا فردية أشبه بحكايا العجائز. من أمارات العلم الزائف أنه يتحدث إليك بالقصص والروايات، لا لكي يؤنس ويوضح بل لكي يستدل ويبرهن (التفسير بالسيناريو). وما هكذا تورد الإبل في العمل العلمي الذي يرتكز على العينات العشوائية الممثلة والتجارب المنضبطة والدلالة الإحصائية وميكنة تسجيل البيانات.
يولع العلماء الزائفون باستخدام رطانات مبهمة، ويخترعون معجمهم اختراعا على حد تعبير روري كوكر (الطاقة الكونية الحيوية، الطاقة، مستويات، تعاطفات، منظومة خط الزوال، التكبير السيكوتروني ...) لكي يتشبهوا بالعلماء الحقيقيين ويوهموا الناس بأنهم منهم، ويميلون إلى المزاعم العريضة و«نظريات كل شيء»، والادعاء بأن إجراء هزيلا معينا يحل شتى المشكلات، وبأن عقارا لا أصل له يشفي جميع الأدواء، بينما يتسم العلم الأصيل بالتواضع والأناة والاقتصاد في الزعم، ويتوفر في الأغلب على مشكلة واحدة في الوقت الواحد.
وللعلماء الزائفين تعويذة أثيرة هي لفظة «كلي» و«كلية»،
13
ويكثرون من ترديدها كرطانة موهمة من جهة، وتهرب من التفنيد من جهة أخرى، ورغم أن «الكلية» قد تكون قولة حق في بعض السياقات؛ فهي في سياقات العلم الزائف قولة باطل تعمل على «طمس جميع التمييزات المفيدة التي جهد الفكر الإنساني في وضعها طيلة ألفي عام» على حد تعبير روجر لمبرت. (2) المقام في الفجوات
Page inconnue