Nostalgie de la mythologie : chapitres sur la pseudoscience
الحنين إلى الخرافة: فصول في العلم الزائف
Genres
Mondal’s offensive looks hard to beat ، ليس في الألفاظ نفسها ما يسمح لنا أن نحدد هل تشير العبارة إلى خطة حملة موندال أم إلى مظهره الجسماني.
وانظر أيضا إلى هذا العنوان: «إدارة إنبي تهدد بالانسحاب من الدورة»: ليس في الألفاظ ذاتها ما يتيح لنا أن نحدد هل تتحدث العبارة عن شركة «إنبي» أم عن فريق «إنبي» الرياضي، إلا أن معرفتنا المسبقة بما هو معقول وما هو غير معقول تتيح لنا للتو ودون عناء أن نستنتج الاستنتاج الصحيح.
إن السياق والمعرفة المسبقة والتوقعات والتحيزات هي عدتنا للفهم، وقد ثبت أن من أصعب الأمور أن نبرمج حتى أكثر الحواسيب تطورا على أن تعقد مثل هذه الاستدلالات البسيطة، فبدون هذه القدرة على استخدام السياق والتوقعات التي تتخطى المعلومات المعطاة لكنا أغبياء بنفس الطريقة التي يتصف بها الحاسوب ذو القدرة الحوسبية العالية بأنه «غبي». إن نظرياتنا وتصوراتنا المسبقة و«تحيزاتنا» - على عجزها في بعض الأحيان - هي ما يجعلنا أذكياء فطنين.
إن المرء لا يمكنه أن يعرف العالم إلا من خلال الفهم المسبق! وفي معرض تفسيره لهيدجر يتناول هانز جادامر في كتابه «الحقيقة والمنهج»
Truth and Method
مسألة المعرفة المسبقة في مواجهتنا مع النصوص، فيقول بأننا لا يمكن أن نقرأ النص إلا بتوقعات معينة، أي بإسقاط مسبق. غير أن علينا أن نراجع إسقاطاتنا المسبقة باستمرار في ضوء ما يمثل هناك أمامنا، وبإمكان كل مراجعة لإسقاط مسبق أن تضع أمامها إسقاطا جديدا من المعنى. ومن الممكن أن تبزغ الإسقاطات المتنافسة جنبا إلى جنب إلى أن تغدو وحدة المعنى أكثر وضوحا، ويتبين كيف يمكن أن تترابط الرموز والعالم.
13
هذه العملية الدائمة المستمرة من الإسقاط الجديد هي حركة الفهم والتأويل، وعلى المؤول لكي يبلغ أقصى فهم ممكن ألا ينخرط فحسب في هذا الحوار مع النص، بل أن يفحص على نحو صريح منشأ المعنى المسبق الذي بداخله ومدى صحة هذا المعنى، يقول جادامر: «وإدراك أن كل فهم لا بد له من أن يشتمل على بعض «التحيز»
prejudice (أي «المعنى المسبق»
fore-meaning ) هو ما يمنح مشكلة التأويل زخمها الحقيقي.» وجدير بالذكر أن جادامر يعتبر سعي «التنوير» إلى التخلص من كل التحيزات هو نفسه تحيز! (تحيز ضد التحيز!) إنه تحيز يحجب عنا تاريخيتنا الجوهرية وتناهينا الصميم.
Page inconnue