أعادة هذه؟
هملت :
عادة ويا للأسف! وما من شيء يعاب على هذا البلد أكثر من هذه الخلة، خلة التعاطي والإدمان، فإنها توقر الرؤوس، وتجعلنا عبرة المعتبرين، شرقا وغربا، بل تجلب لنا استهزاء الناس، وتمثلنا لديهم كالحيوانات المنغمسة في حمأتها، ومهما يكن من شرف عنصرنا، فإن امتزاجه بهذه العادة لكامتزاج النطفة القذرة بالمعدن النفيس، فإن قيمته تنحط بانحطاطها، والاحتقار الذي كان خصيصا بها يشمله بسببها.
هوراشيو :
انظر يا مولاي، ها هو. (يدخل الطيف.)
هملت :
يا ملائكة الرحمة لطفا بنا. إن تكن روحا ميمونا، أو روحا هالكا ملعونا، آتيا بنفحة من النعيم، أو بلفحة من الجحيم، بالشر نذيرا، أو بالخير بشيرا، إن مثالك ليحتم علي أن أخاطبك، أناديك يا «هملت»، يا ملكي، يا أبتي، يا صاحب ال «دانمرك» فأجبني، لا تذرني في جهلي، أفنى زفرات وحسرات، لماذا برزت من كفنها عظامك التي طهرت، وحجبها الموت؟ لماذا فتح الضريح - الذي رأيناك مغيبا فيه - أنيابه الرخامية الثقيلة، وألقى بك إلى الخارج؟ ما معنى هذا؟ نهوضك وأنت جسم هامد، مرتديا شكتك الكاملة، وعودك إلى حيث ترى ضوء القمر، وتزيد الليل وحشة ورهبا، ثم وقوفنا منك بأفكارنا المضطربة، على ما بدا بنا من ضعف موقف الارتعاد الذي يزعزع أركان الجسوم، ويجاوز طاقة النفوس، قل ما وراءك؟ لم هذا؟ ما ينبغي أن تعمل؟ (يشير الشبح إلى «هملت» ويدعوه.)
هوراشيو :
يشير إليك أن تنحو نحوه كأنه يروم الإفضاء إليك بأمر على حدة.
مرسلس :
Page inconnue