Hallaj
الحسين بن منصور الحلاج: شهيد التصوف الإسلامي (٢٤٤–٣٠٩ﻫ)
Genres
وهاجم الخلافة وأحزابها وقوادها وحجابها ، لقد غرقوا في الترف، وأسرفوا في المجون، وأشاعوا الفساد، واستبدوا بالعباد، وانحرفوا عن رسالة الإسلام!
وأخذ الحلاج يدعم معركته برسائل سياسية، تحدث فيها عن منهجه في الإصلاح العام، وأوضح بها واجبات الوزراء، وحقوق الرعية، كما تحدث فيها عن الخلافة الربانية، وما يجب أن يتوافر لها من شروط.
وهي رسائل لا تزال مخطوطة متفرقة في مكتبات العالم، بما تشتمل عليه من تصوير رائع لمرحلة من أخطر المراحل الفكرية في تاريخ الأمة الإسلامية.
لقد تحدث الحلاج في هذه الرسائل عن الحرية الفردية، وعن الحقوق الاجتماعية، وعن المثالية الخلقية، كما تحدث عن السياسة المالية في الخراج والضرائب، وعن سياسة الحكم وتبعاته وأهدافه.
وبذلك سبق الحلاج بمنهجه الذي يمكن أن نسميه بالاشتراكية الديموقراطية الدينية، كافة الدعاة العالميين إلى هذا اللون المنهجي في الإصلاح الاجتماعي.
ومن أشهر هذه الرسائل، الرسائل الثلاث التي أهداها إلى أصدقائه من الوزراء، حسين بن حمدان، وابن عيسى، ونصر القشوري.
ثورة ابن المعتز
وعلى دوي كلمات الحلاج المزلزلة، أخذت العناصر الثائرة، الطامعة في الخلافة من بني العباس، ترفع رأسها، وتدبر أمرها، وتطمع في أن تثب في عنان هذه الحملة الحلاجية على عرش الخلافة لتنتزعه لنفسها.
وكان ابن المعتز الشاعر العباسي الكبير، من أبناء الخلفاء، وكان يرى أنه أحق بالخلافة من المقتدر.
وكان يلوذ به طائفة قوية من أبناء البيت العباسي، غضبوا من المقتدر ورأوا في مجونه ولهوه وتهالكه، وهيمنة النساء عليه نذيرا يعرض البيت العباسي بأسره للزوال والفناء.
Page inconnue