Hallaj
الحسين بن منصور الحلاج: شهيد التصوف الإسلامي (٢٤٤–٣٠٩ﻫ)
Genres
يقول صاحب «تاريخ بغداد»:
11 «سمعت علي بن أحمد الحاسب قال: سمعت والدي يقول: وجهني المعتضد إلى الهند لأمور أتعرفها ليقف عليها، وكان معي بالسفينة رجل يعرف بالحسين بن منصور، وكان حسن العشرة، طيب الصحبة، فلما خرجنا من المركب ونحن على الساحل، والحمالون ينقلون الثياب من المركب إلى الشط، فقلت له: إيش جئت إلى هنا؟ قال: جئت لأتعلم السحر، وأدعو الخلق إلى الله تعالى.
قال: وكان على الشط كوخ وفيه شيخ كبير، فسأل الحسين بن منصور، هل عندكم من يعرف شيئا من السحر؟ قال: فأخرج الشيخ كبة غزل، وناول طرفه الحسين بن منصور، ثم رمى الكبة في الهواء، فصارت طاقة واحدة، ثم صعد عليها ونزل، وقال للحسين بن منصور: مثل هذا تريد؟ ثم فارقني ولم أره بعد ذلك إلا ببغداد.»
ويقول أيضا:
12 «... أنبأنا إسماعيل بن أحمد الحيري قال: قال المزين: رأيت الحسين بن منصور في بعض أسفاره، فقلت له: إلى أين؟ فقال: إلى الهند أتعلم السحر، أدعو به الخلق إلى الله عز وجل!»
يقول الأستاذ عبد الحكيم حسان :
13 «يحمل على تكذيبهما أنهما مما روي بعد محنة الحلاج، ومما يرجح ذلك أن الراوي الأول هو والد علي بن أحمد الحاجب، كان موظفا في قصر المعتضد، ومركزه يحتم عليه نصرة المذهب السني الذي يعمل القصر والحكومة على حمايته، وأن الراوي الثاني هو أبو الحسن علي بن محمد المزين، وهو من خصوم الحلاج.»
حتى الروايات التاريخية التي تنطق بصدق الحلاج وترفعه، ونفوره مما ينسب إليه من الخوارق، يحاول الرواة إرضاء للسياسة العامة أن يعقبوا عليها بكلمات الشك والتجريح!
يقول الخطيب البغدادي:
14 «أنبأنا علي بن أبي علي البصري، أخبرني أبي قال: حدثني أبو الحسن محمد بن عمر القاضي، قال: حملني خالي معه إلى الحسين بن منصور الحلاج، وهو إذ ذاك في جامع البصرة يتعبد ويتصوف ويقرأ، قبل أن يدعي تلك الجهالات ويدخل في ذلك، وكان أمره إذ ذاك مستورا، إلا أن الصوفية تدعي له المعجزات من طريق التصوف، وما يسمونه مغوثات، لا من طريق المذاهب.
Page inconnue