Hallaj
الحسين بن منصور الحلاج: شهيد التصوف الإسلامي (٢٤٤–٣٠٩ﻫ)
Genres
ويقول الخطيب البغدادي:
23 «وبلغ حامدا من بعض أصحاب الحلاج أنه ذكر أنه دخل عليه إلى الموضع الذي هو فيه، فخاطبه بما أراده، فأنكر ذلك كل الإنكار.
وتقدم بمسألة الحجاب والبوابين، وقد كان رسم أن لا يدخل إليه أحد، وضرب بعض البوابين، فحلفوا بالأيمان المغلظة أنهم ما أدخلوا أحدا من أصحاب الحلاج إليه، ولا اجتاز بهم، وتقدم يتفقد السطوح، وجوانب الحيطان، فتفقدوا ذلك أجمع، ولم يوجد له أثر ولا خلل. فسأل الحلاج عن دخول من دخل إليه، فقال: من القدرة نزل، ومن الموضع الذي نزل إلي منه خرج!» (2-5) اتجاهات هادفة في قضية الحلاج
رأى حامد أن قضية الحلاج قد تحولت إلى مظاهرة سياسية ودينية كبرى، مظاهرة أصبح بطلها الوحيد هو الحلاج، وأن المحاكمة قد تحولت أو كادت إلى ما يشبه التكريم الرائع لبطل ولي، جنت الجماهير بحبه وتقديره، وسبح خيال هذه الجماهير يجري مبهور الأنفاس، خلف بطولته وكراماته.
وامتد سحر الحلاج إلى أكبر رأس بين الحنابلة - ابن عطاء - وإلى أرفع رأس بين المعتزلة - ابن عفيف - فلم يكتفوا بتأييد الحلاج، بل قدموا أرواحهم فداء له.
وإذن فيجب أن يحدث انقلاب سريع هادف في سير القضية، فلم تعد التهم السابقة تكفي لإدانة الحلاج، وتحطيمه وتشويه مكانته وقداسته.
ودبر الأمر بليل، ومن ثم قامت حملات بوليسية ضخمة للإرهاب العام، حملات تفاجئ كل بيت من بيوت أنصار الحلاج وأعوانه، بدعوى البحث عن كتبه وآثاره.
ودبت حياة جديدة في القضية، وتهيأ المسرح للمرحلة الحاسمة.
يقول الخطيب البغدادي:
24 «جد حامد في طلب أصحاب الحلاج، وأذكى العيون عليهم وفتش منازلهم، وحصل في يده منهم: حيدرة، والسمري، ومحمد بن علي القنائي، والمعروف بأبي المغيث الهاشمي. واستتر المعروف بابن حماد وكبس منزله، وأخذت منه دفاتر كثيرة، وكذلك من منزل محمد بن علي القنائي، في ورق صيني، وبعضها مكتوب بماء الذهب، مبطنة بالديباج والحرير، مجلدة بالأديم الجيد.»
Page inconnue