[8] الطريق الاول
هو الذي حكاه الاسكندر في مقالته في العقل وذكر انها الطريق الذي سلكها الحكيم في هذا المعنى وهو هذه قال انه تبين هنالك اعني في كتاب النفس ان الامر في العقل شبيه بالامر في الحس فكما ان في الحس ثلاثة اشياء قوة قابلة وهو القوة الحساسة وشيء خارج النفس بالفعل وهو المحسوس المدرك والثالث هو المعنى الذي يحصل في القوة الحساسة من ذلك الشيء المدرك فكذا يجب ان يكون الامر في العقل اعني انه يكون ايضا فيه ثلاثة اشياء قوة قابلة وهو العقل الهيولاني وهو نظير للقوة الحساسة في الحس وشيء اخر يحصل في هذه القوة هو نظير المعنى الذي يحصل في القوة الحساسة من الشيء المحسوس وهذا هو العقل النظري وهوالعقل الذي بالملكة وشيء ثالث خارج النفس بالفعل هو الذي يتنزل من هذا الادراك العقلي منزلة المحسوس من الادراك الحسي حتى يكون ذلك الادراك الذي للعقل الهيولاني انما هو لذلك العقل الذي هو نظيز المحسوس
[9] ولما كان ليس جارخ النفس شيء هو بالعقل من نوع العقل وانما خارج النفس صورة في مادة هي عقل بالقوة لا عقل بالفعل وجب ضرورة ان يكون الذي ينظر اليه الهيولاني بالحقيقة هو عقل بالفعل نظير الشيء الذي تنظر اليه القوة الحساسة في الحس
[10] واذا كان هذا هكذا فالعقل الهيولاني انما ينظر الى العقل الفعال الذي هو عقل بالفعل الا انه يعقله اولا بوجود ناقص وهو العقل الذي بالملكة الذي هو ضور الموجودات الهيولاني ويعقله بأخرة على التمام والكمال فاذا كان انما ينظر اليه من هذه الجهة سمي مستفادا
[11] وهذا العقل الذي بالملكة وهو صور الموجودات الهيولانية كأنه وسط بين الموجودات الهيولانية وبين العقل الفعال فهو من جهة الموجودات بوجود اشرف من الوجود الهيولاني ومن جهة العقل الفعال بوجود انقص من وجوده النام الذي ليس فيه قوة اصلا
[12] فهذه هي الطريقة التي سلكها الاسكندر كما قلنا وذكر انها طريقة الحكيم وهي في غاية الوثاقة.
[13] الطريق الثاني
نقول انه قد تبين في كتاب النفس ان هاهنا ثلاثة عقول عقل بالقوة العقل الهيولاني وعقل يستكمل به هذا العقل وهو العقل الذي بالملكة وعقل فعال وهو الذي يصير المعقولات التي بالقوة معقولة بالفعل
Page 300