وهذا الرجل الغريب، ماذا تعرف عنه يا مولود؟ لماذا جاء إلى هنا؟ لماذا؟ فكر ... فكر يا مولود، فأنت الوحيد الذي يمكن أن يفكر، الوحيد الذي له عقل يمكن أن يفكر، هؤلاء العبيد كالحيوانات أجسام بغير عقول. (يضع أذنه على فم الحمار)
خبرني عن هذا الرجل، خبرني. أنا خائف ... خائف. له عينان غريبتان تقدحان شرا. آه لو رأيت عينيه (يضع يده على عينيه ليخفيهما)
إني خائف، عيناه لا تفارقنني. قل لي ماذا أفعل؟ ماذا أفعل؟ أنت الوحيد الذي يمكن أن يقول لي، أنت الوحيد الذي يقول لي الصدق. لماذا تأخر عثمان؟ ما الذي حدث؟ (يجفف دموعه بكمه ويمخط في منديله. ينهض بعد لحظات قليلة، يجفف دموعه بكمه. يستند إلى الحمار ويدفعه ناحية غرفة نومه.)
احملني إلى السرير يا مولود، احملني فأنا مرهق ... مرهق. (يسير الحاكم وهو مستند إلى الحمار ويدخلان غرفة نوم الملك ويغلق الباب خلفهما. الأم العجوز تخرج من وراء الستار، وعلى وجهها علامات الدهشة والذهول.)
الأم (تفرك عينيها بيدها) :
يا إلهي! حلم أم علم؟! لا أكاد أصدق عيني! (تسير إلى الركن حيث كان الحمار، تجد الركن خاليا.)
الأم (تبصق في عبها) :
يا إلهي! الحمار ليس هنا، يا إلهي! هذا الشيء لا يتصوره أحد، لا يتصوره أحد! (يخرج الرجل من حجرة نوم الملكة ... يبتسم ... يرى الأم العجوز ويسير إليها ويعانقها في سعادة وحب.)
الرجل :
أشكرك يا أمي العزيزة، أشكرك.
Page inconnue