Ainsi parlait Nasr Abu Zayd

Jamal Cumar d. 1450 AH
74

Ainsi parlait Nasr Abu Zayd

هكذا تكلم نصر أبو زيد (الجزء الأول): من نص المصحف إلى خطابات القرآن

Genres

صديقة وأستاذة ألمانية - أظن الدكتور يوسف يعرفها - «أنجليكا نويفرت» تقول لي: «لأ يا نصر، هذه الآية هي رد على المجمع المسكوني.» المجمع المسكوني في القرن الرابع. فأقول لها: يا أنجليكا، كيف وصلت قرارات المجمع المسكوني إلى الجزيرة العربية؟ هذا هو السؤال؛ لأنها مشغولة ب

intertextuality

خاصة

قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد

رد على المجمع المسكوني، عليك أن تثبتي أن قرار المجمع المسكوني كنص وجد في الجزيرة العربية. مسألة التناص معناها أن القرآن كتب، القرآن مجموعة من النصوص، ودخل فيه مجموعة من النصوص، التناص على مستوى آخر موجود، ولكنه التناص على مستوى الخطابات، وليس على مستوى النصوص. في مفهوم النص أداة التأويل هي المجاز في التعامل مع القرآن. والمجاز أداة قاصرة؛ لأنها أداة ترتبط في الغالب بالجملة، ومن هنا قلت عن انفتاح المعنى عند المتصوفة؛ لأنهم انتقلوا من المجاز إلى الرمز، ونظروا إلى القرآن كسياق سردي.

علم أصول الفقه - مرة أخرى نحن في المطبخ - البحث عن المقاصد، لكن المقاصد التشريعية؛ لأن مفهوم المقاصد الكلية كيف تجرد معطيات هذا النص الغنية، والمليئة بالاحتمالات، كيف تجردها في النهاية للمقاصد الكلية التي تحددت في خمسة مقاصد كلية عند علماء الأصول. لكن علم أصول الفقه خلافا لعلم الكلام والفلسفة، كان مدركا لطبيعة الخطاب، مدركا؛ لأن هناك أسبابا للنزول لا يمكن أن يتجاهلها في الدراسة التشريعية للنص القرآني. في أسباب النزول كان هناك سؤال: هل العبرة بعموم اللفظ أم بخصوص السبب؟ أي هل نراعي في فهم الآية السياق الذي نزلت فيه، ويتحدد المعنى على هذا، أم السياق مجرد مناسبة، وننظر إلى اللفظ نفسه؟ ألفاظ اللغة بشكل عام هي ألفاظ تميل إلى التعميم، اللغة بشكل عام محدودة الألفاظ، يعني إذا أنت قلت: «أنا رأيت في الشارع سيارة حمراء قتلت طفلا» تصلح هذه الجملة في آلاف الشوارع وآلاف السيارات تقتل طفلا. ولا يمكن للغة أن تصل إلى التخصيص التام، إلا بما يسمى اللغة الرثة. اللغة عموما تعتمد على هذه الجدلية بين أن تخصص وتعمم، فكان السؤال: هل العبرة بعموم اللفظ أم بخصوص السبب؟ وانتصر مفهوم عموم اللفظ على خصوص السبب. وإن كان الشافعي يعطي بخصوص السبب في بعض الحالات أهمية، في بعض الحالات لو أخذت بعموم اللفظ تقع في مشكلة.

المكي والمدني، إدراك لما يسمى ترتيب النزول.

العام والخاص، الناسخ والمنسوخ: هنا العام والخاص يخرج من سياق الخطاب ويدخل في سياق النص؛ لأن علماء الأصول يرون أن ما هو عام في سياق، خصص في سياق آخر. يرون مثلا أن إباحة الزواج من كتابيات؛ هنا خلاف: هل هو عام أم خاص؟ لأن هناك نصا آخر يقول

ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ،

ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ،

Page inconnue