326

Ainsi parlait Zarathoustra

هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد

Genres

75

إن العزلة بأنواعها السبعة إنما هي المحنة الخاصة بالمصلحين، وهي تعزيتهم أيضا فالمصلح يتعالى فوق الأزمنة وارتفاعه يقيض له الاتصال بجميع المصلحين والمجهولين في كل زمان، وليس له من وسيلة للدفاع عن نفسه إلا جماله، فهو يقبض على آلاف السنين الآتية ويزداد حبه كلما امتنع عليه أن يفعل الخير بدافع هذا الحب نفسه.

76

إن زارا لا يتململ في صبره وهو ينتظر قدوم الإنسان المتفوق، بل يتوقع هذا الحدث مطمئنا وقد اتجهت كل حركة شطر هدفها متكاملة مسددة الخطى.

إن النهر العميق هادئ في سيره، ولأصغر الأمور ما يبررها.

في القسم الثالث من زرادشت، يجب استعراض كل اضطراب وكل شهوة جامحة وكل اشمئزاز والتغلب عليها.

ما كان اللطف والحنان في القسمين الأول والثاني إلا دليلا على القوة التي لم تتوصل إلى الوثوق من ذاتها.

عند بلوغ زرادشت الشفاء ، يتجلى «القيصر» بكل صرامته وكل خيره وحنانه، وعندئذ يتهدم الحائل ما بين قوة الإبداع والحنان والحكمة، فيسود الجلاء والطمأنينة وتضمحل الشهوات الجامحة وهكذا تبلغ السعادة الخلود؛ إذ يحسن الإنسان التمتع بها.

77

زرادشت «القسم الثالث».

Page inconnue