Ainsi parlait Zarathoustra
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
Genres
أما أنت أيها المجنون، فإنني أستودعك بهذا التعليم: إذا امتنع على الإنسان أن يبذل حبه فعليه أن يذهب في سبيله!
هكذا تكلم زارا، وسار في سبيله متجاوزا المجنون والمدينة العظمى.
الآبقون
1
وا أسفاه! كل ما كان مخضلا وزاهيا بعديد ألوانه على هذه المروج أصبح الآن باهتا وقد عراه الذبول، ولكم جنيت هنا فيما مضى من عسل الآمال فحملته إلى قفيري.
لقد سطا الهرم على جميع القلوب الفتية، وما آن للهرم أن يتحكم بهؤلاء الفتيان، فما هم إلا متعبون يستسلمون للكسل وهم يبررون حالهم بقولهم: لقد عدنا إلى ممارسة التقوى.
ولكم نظرت إليهم عندما كانوا يندفعون إلى السير بأقدامهم الجريئة، أما الآن فقد تراخت معرفتهم مع أقدامهم فأمسوا وهم يهزءون بما كانوا عليه من الشجاعة في صبيحتهم.
لقد كان أكثرهم يختالون كالراقصين معلنين بضحكهم أنهم من أتباع حكمتي، فإذا هم يستغرقون فجأة بالتفكير، وها هم الآن أمامي وقد انحنت ظهورهم يزحفون على ركابهم نحو الصليب.
لقد كانوا فيما مضى يحومون حول النور والحرية كما تحوم الفراشات والشعراء، ولكنهم ما شعروا بشيء يسير من وقر الأيام ومن صقيعها حتى هرعوا إلى الموقد يصطلون كأصحاب القلانس وأدعياء الحكمة.
أفقد هؤلاء الشجعان إقدامهم لأنني تواريت عنهم في عزلتي فباتوا يتنصتون عبثا لدوي أبواقي وصيحات إنذاري؟
Page inconnue