Ainsi parlait Zarathoustra
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
Genres
أيتها السماء الممتدة فوق رأسي بطهرها واضطرامها، أيتها الغبطة المتجلية قبل بزوغ الشمس، لقد باغتنا النهار فلنفترق.
هكذا تكلم زارا ...
الفضيلة المصغرة
1
ولما وطئ زارا اليابسة، لم يتجه توا إلى جبله وغاره، بل ذهب يضرب في الآفاق مستفسرا عن كل ما يرى فكان يقول عن نفسه: ما أنا إلا الجدول يتلوى على منعطفاته متجها إلى مصدره لا إلى مصبه، وما قصد زارا من تجواله إلا معرفة ما آلت إليه حالة الناس أثناء غيابه، وهو لا يدري أتعاظم الإنسان أم تصاغر، وسار زارا حتى أدى به المطاف إلى مسلسل من الأبنية الحديثة فوقف أمامها، وهو يعلن دهشته بقوله: إلام ترمز هذه المساكن؟ والحق أنها ليست من صنع روح جبارة تعلن ذاتها بما تصنع، ولعلها أخرجت من حقيبة طفل، فيرجعها طفل آخر إلى مستودع الألاعيب.
أبوسع الرجال أن يدخلوا هذه الحجر ويخرجوا منها وهي كأنها معدة لصغيرات الدمى الرافلات بالحرير أو لصغار الهررة النهمة التي تحشر ذاتها لتفترس فتصبح فريسة.
وشخص زارا مليا، ثم قال والحزن يهدج صوته: لقد أصبح كل شيء صغيرا، فإنني حيثما أوجه أنظاري لا أرى غير أبواب خفضت أرتاجها فإذا شاء أمثالي أن يجتازوها تحتم عليهم أن ينحنوا.
أيطول بي الزمان حتى أعود إلى وطني حيث لا أرغم على الانحناء أمام كل صغير. قال هذا وأرسل نظراته تخترق الآفاق البعيدة وهو يدفع بزفرة الشوق العميق.
وتمالك زارا نفسه فوقف يلقي خطابه عن الفضيلة المصغرة.
2
Page inconnue