الْجُزْءُ الأَوَّلُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُحَمَّدٍ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ.
الْمُنْتَخَبَةُ مِنْ فَوَائِدِ الْقَاضِي أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ.
رِوَايَةُ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ غَدِيرٍ السَّعْدِيِّ الْفَرَضِيِّ.
رِوَايَةُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عِمَادِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَرَّانِيِّ.
رِوَايَةُ أَبِي الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجُذَامِيِّ عُرِفَ بِابْنِ الصَّوَّافِ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
1 / 1
١ - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْمُقْرِئُ الْمُحَدِّثُ الْعَدْلُ شَرَفُ الدِّينِ يَحْيَى بْنُ الشَّيْخِ الْمُحَدِّثِ الْعَدْلِ الْمُقْرِئِ نَجِيبِ الدِّينِ أَبِي الْفَضْلِ أَحْمَدَ بْنِ الشَّيْخِ الْمُقْرِئِ الْعَدْلِ الْمُحَدِّثِ الأَغَرِّ عِزِّ الدِّينِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ عَلِيٍّ الْجُذَامِيُّ الإِسْكَنْدَرِيُّ الْمَالِكِيُّ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الصَّوَّافِ، الْمُتَصَدِّرِ لِلإِقْرَاءِ بِجَامِعِ الْعَطَّارِينَ بِثَغْرِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِدَارِ الْحَدِيثِ الْكَامِلَةِ مِنَ الْقَاهِرَةِ الْمُعِزِّيَّةِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ سَابِعَ عَشَرَ شَوَّالٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمُ الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عِمَادِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْلَى الْحَرَّانِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ بِالثَّغْرِ الْمَحْرُوسِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ غَدِيرٍ السَّعْدِيُّ الْفَرَضِيُّ، فِي سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، أنا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْخِلَعِيُّ، أنبا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ النَّحَّاسِ، أنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادِ بْنِ بِشْرِ بْنِ كَرِيمِ بْنِ الأَعْرَابِيِّ، ثنا أَبُو عُثْمَانَ سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ الْمُخَرِّمِيُّ، ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: قَدِمَ النَّبِيُّ ﷺ الْمَدِينَةَ وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ، وَمَاتَ وَأَنَا ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً، وَكُنَّ أُمَّهَاتِي يَحْثُثْنَنِي عَلَى خِدْمَتِهِ، وَدَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ ﷺ دَارَنَا، فَحَلَبْنَا لَهُ مِنْ شَاةٍ لَنَا دَاجِنٍ، فَشِيبَ لَهُ مِنْ مَاءِ بِئْرٍ فِي الدَّارِ، وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ شِمَالِهِ، وَأَعْرَابِيٌّ عَنْ يَمِينِهِ، فَشَرِبَ النَّبِيُّ ﷺ، وَعُمَرُ نَاحِيَةً، فَقَالَ عُمَرُ: أَعْطِ أَبَا بَكْرٍ، فَنَاوَلَ الأَعْرَابِيَّ، وَقَالَ: «الأَيْمَنُ فَالأَيْمَنُ»
1 / 2
٢ - وَبِهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: «الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ»
1 / 3
٣ - وَبِهِ ثنا سُفْيَانُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، سَمِعَ أُسَامَةَ بْنَ شَرِيكٍ، يَقُولُ: شَهِدْتُ الأَعْرَابَ يَسْأَلُونَ النَّبِيَّ ﷺ: هَلْ عَلَيْنَا مِنْ جُنَاحٍ فِي كَذَا؟ فَقَالَ: «عِبَادَ اللَّهِ، وُضِعَ عَنْكُمُ الْحَرَجُ، إِلا مَنِ اقْتَرَضَ مِنْ عِرْضِ أَخِيهِ شَيْئًا، فَذَلِكَ الَّذِي حَرِجَ وَهَلَكَ»
1 / 4
٤ - قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَتَدَاوَى؟ قَالَ: «تَدَاوَوْا عِبَادَ اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إِلا وَقَدْ أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً إِلا هَذَا الْهَرَمِ»
1 / 5
٥ - قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا خَيْرُ مَا أُعْطِيَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ؟ قَالَ: «خُلُقٌ حَسَنٌ»
1 / 6
٦ - وَبِهِ ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الأَوْبَرِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ يُصَلِّي حَافِيًا وَنَاعِلا وَقَائِمًا وَقَاعِدًا، وَيَنْفَتِلُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ»
1 / 7
٧ - وَبِهِ ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ»
1 / 8
٨ - وَبِهِ ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ ﷺ، قَالَ: «مَنْ مَاتَ وَفِي يَدِهِ رِيحُ غَمَرٍ فَأَصَابَهُ شَيْءٍ، فَلا يَلُومَنَّ إِلا نَفْسِهِ»
1 / 9
٩ - وَبِهِ ثنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، قَالَ: جُرِحَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ: «ادْعُوا لَهُ الطَّبِيبَ»، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَهَلْ يُغْنِي الطَّبِيبُ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَ: «نَعَمْ، مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ دَاءٍ إِلا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً»
1 / 10
١٠ - وَبِهِ ثنا أَبُو سَعِيدٍ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قَالَ جَرِيرٌ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، يَقُولُ: «لا يَرْحَمُ اللَّهُ مَنْ لا يَرْحَمُ النَّاسَ»
1 / 11
١١ - وَبِهِ ثنا أَبُو سَعِيدٍ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي قَابُوسَ، عَنِ ابْنٍ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ ﷺ، قَالَ: «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحِيمُ، ارْحَمُوا أَهْلَ الأَرْضِ، يَرْحَمْكُمْ أَهْلُ السَّمَاءِ»
أَنْشَدَنَا الْخِلَعِيُّ، أَنْشَدَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمُقْرِئُ، أَنْشَدَنَا أَبُو الطَّيِّبِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيُّ، أَنْشَدَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَهْرَانِيُّ، أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، لِمَحْمُودٍ الْوَرَّاقِ
: «إِذَا كَانَ شُكْرِي نِعْمَةَ اللَّهِ نِعْمَةً ... عَلَيَّ لَهُ فِي مِثْلِهَا يَجِبُ الشُّكْرُ
فَكْيَفَ بُلُوغُ الشَّكْرِ إِلا بِفَضْلِهِ ... وَإِنْ طَالَتِ الأَيَّامُ وَاتَّصَلَ الْعُمْرُ
إِذَا مَسَّ بِالسَّرَّاءِ عَمَّ سُرُورُهَا ... وَإِنْ مَسَّ بِالضَّرَّاءِ أَعْقَبَهُ الأَجْرُ
وَمَا مِنْهُمَا إِلا لَهُ فِيهِ نِعْمَةٌ ... يَضِيقُ بِهَا الأَوْهَامُ وَالْبَرُّ وَالْبَحْرُ» .
1 / 12
١٢ - وَبِهِ ثنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِيِّ، ثنا سَعْدَانُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النُّجُودِ، عَنْ زَرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: أَتَيْتُ صَفْوَانَ بْنَ عَسَّالٍ الْمُرَادِيَّ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ؟ قُلْتُ: الْعِلْمُ، قَالَ: فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ تَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ، قَالَ: قُلْتُ: حَكَّ فِي صَدْرِيَ الْمَسْحُ عَلَى الْخُفِّ بَعْدَ الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ، وَكُنْتَ امْرَأً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَأَتَيْتُكَ أَسْأَلُكَ: هَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ شَيْئًا؟ فَقَالَ: نَعَمْ، «كَانَ يَأْمُرُنَا إِذَا كُنَّا سَفَرًا أَوْ مُسَافِرِينَ أَنْ لا نَنْزِعَ خِفَافَنَا ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِهِنَّ إِلا مِنْ جَنَابَةٍ، لَكِنْ مِنْ غَائِطٍ وَبَوْلٍ وَنَوْمٍ»
1 / 13
١٣ - قُلْتُ: هَلْ سَمِعْتَهُ يَذْكُرُ الْهَوَى؟ قَالَ: نَعَمْ، بَيْنَا نَحْنُ فِي مَسِيرٍ إِذْ نَادَاهُ أَعْرَابِيٌّ بِصَوْتٍ لَهُ جَهْوَرِيٍّ: يَا مُحَمَّدُ، فَأَجَابَهُ عَلَى نَحْوِ ذَلِكَ: «هَاؤُمُ»، قُلْنَا: وَيْحَكَ أَوْ وَيْلَكَ اغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ؛ فَإِنَّكَ قَدْ نُهِيتَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لا أَغْضُضُ صَوْتِي، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلا أَحَبَّ قَوْمًا وَلَمْ يَلْحَقْ بِهِمْ؟ قَالَ: «الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ»
1 / 14
١٤ - قَالَ: ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يُحَدِّثُنَا حَتَّى قَالَ: «إِنَّ مِنْ قِبَلِ الْمَغْرِبِ بَابًا مَسِيرَةُ عَرْضِهِ أَرْبَعُونَ سَنَةً، فَتَحَهُ اللَّهُ لِلتَّوْبَةِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، فَلا يَغْلِقُهُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْهُ»
1 / 15
١٥ - وَبِهِ ثنا سُفْيَانُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ﷺ، قَدْ عَلِمْنَا، أَوْ عُلِّمْنَا، كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكَ، فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ: " قُولُوا: اللَّهَمَّ صَلَّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ "، قَالَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى: وَنَحْنُ نَقُولُ: وَعَلَيْنَا مَعَهُمْ
1 / 16
١٦ - وَبِهِ ثنا أَبُو سَعِيدٍ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِيُّ أَبُو عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ تُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَوَجَدَتْ بِلالا، فَقَالَتْ: إِمَّا تَسْتَأْذِنْ لِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَإِمَّا أَنْ تُبَلِّغَهُ عَنِّي أَنِّي امْرَأَةٌ لِي زَوْجٌ وَلْيَسَ لَهُ مَالٌ، وَأَنِّي أُنْفِقُ عَلَيْهِ، قَالَتْ أُخْرَى: وَحَاجَتِي مِثْلُ حَاجَتِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدَهُ، فَقَالَ: «لَكُمَا أَجْرَانِ، مِثْلانِ كِفْلانِ»
1 / 17
١٧ - وَبِهِ ثنا أَبُو سَعِيدٍ، ثنا الْحَسَنُ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: كَانَ عَلَى ثَقَلِ النَّبِيِّ ﷺ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: كَرْكَرَةُ، فَمَاتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هُوَ فِي النَّارِ»، فَذَهَبُوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، فَوَجَدُوا عَلَيْهِ عَبَاءَةً قَدْ غَلَّهَا
وبِهِ أنبا الْخِلَعِيُّ، أنبا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَاجِّ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ ثَوَابَةُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى الْمَعْقِلِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْغَسَّانِيُّ، بِطَبَرِيَّةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْهَيْثَمِ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ، قَالَ: " رَأَيْتُ جَارِيَةً بِالْبَصْرَةِ كَأَنَّهَا الشَّمْسُ وَهِيَ تَتَكَلَّمُ بِكَلامٍ مَا سَمِعْتُ كَلامًا أَشْيَقَ إِلَى قَلْبِي مِنْهُ، ثُمَّ رَفَعَتْ صَوْتَهَا، فَقَالَتْ:
أَنُوحُ عَلَى دَهْرٍ مَضَى بِغَضَارَةٍ ... إِذَا الْعَيْشُ رَطْبٌ وَالزَّمَانُ مُؤَاتِي
أَبْكِي زَمَانًا صَالِحًا قَدْ فَقَدْتُهُ ... فَقَطَّعَ قَلْبِي ذِكْرُهُ حَسَرَاتِ
فَيَا زَمَنًا وَلَّى عَلَى رَغْمِ أَهْلِهِ ... أَلا عُدْ كَمَا قَدْ كُنْتَ مِنْ سَنَوَاتِ
تَمَطَّى عَلَيْنَا الدَّهْرُ فِي مَتْنِ قَوْسِهِ ... فَفَوَّقَنَا مِنْهُ بِسَهْمِ شَتَاتِ ".
1 / 18
١٨ - وَبِهِ ثنا أَبُو سَعِيدٍ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، سَمِعَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ، وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ، يَقُولُ: وَقَعَ بَيْنَ الأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ كَلامٌ، فَتَنَاوَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَأَتَي النَّبِيَّ ﷺ، فَأَتَاهُمْ فَاحْتَبَسَ، فَأَذَّنَ بِلالٌ، وَاحْتَبَسَ النَّبِيُّ ﷺ، فَلَمَّا احْتَبَسَ أَقَامَ الصَّلاةَ، فَتَقَّدَمَ أَبُو بَكْرٍ يَؤُمُّ النَّاسَ، وَجَاءَ النَّبِيُّ ﷺ مِنْ مَجِيئِهِ ذَلِكَ، فَتَخَلَّلَ النَّاسَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الصَّفِّ الَّذِي يَلِي أَبَا بَكْرٍ، فَصَفَّقَ النَّاسُ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ، لا يَلْتَفِتُ فِي الصَّلاةِ، فَلَمَّا سَمِعَ التَّصْفِيقُ الْتَفَتَ، فَإِذَا النَّبِيُّ ﷺ، فَأَشَارَ، فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ، رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَنَكَصَ الْقَهْقَرِيَّ، وَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَصَلَّى بِهِمْ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الصَّلاةَ، قَالَ: «مَا مَنَعَكَ أَنْ تَثْبُتَ؟» قَالَ: مَا كَانَ اللَّهُ لِيَرَى ابْنَ أَبِي قِحَافَةَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " مَا لَكُمْ حِينَ نَابَكُمْ شَيْءٌ مِنْ صَلاتِكُمْ صَفَّقْتُمْ، إِنَّمَا هَذَا لِلنِّسَاءِ، فَمَنْ نَابَهُ شَيْءٌ مِنْ صَلاتِهِ فَلْيَقُلْ: سُبْحَانَ اللَّهِ "
1 / 19
١٩ - وَبِهِ ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: «التَّسْبِيحُ فِي الصَّلاةِ لِلرِّجَالِ، وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ»
1 / 20