وعناد الضعيف شيء آخر غير تمرد المحكوم، وإن كان كلاهما قريبا من قريب في العنصر الأصيل.
فالضعيف يتشبث بالحياة لأنه مهدد في الحياة، ومن تشبثه بالحياة تشبثه بالهوى، وتشبثه بالعادة التي يدرج عليها، ويخيل إليه أن الفناء في التحول عنها.
وفي الطفولة تشبث كثير.
وفي الشيخوخة تشبث كثير.
وفي الأنوثة تشبث كثير.
والخاسر على مائدة اللعب يتشبث بالبقاء عليها ولا يطيب له أن يفارقها، وكل أولئك باب من أبواب العناد المطبوع غير عناد المحكوم، أو غير الولع في الخاضع الذليل بالعصيان والإباء.
فهذا العناد وليد الخوف، وذاك العناد وليد الغضب، وليس الخائف كالغاضب في بواعث الشعور. •••
ثم هي تولع بالممنوع لأنها تجهل وتستطلع وتشبه الطفل الناشئ في غريزة الجهل والاستطلاع.
والجهل والاستطلاع مولعان بالهدم قبل الولع بالبناء.
فهما لا يذعنان إلا بعد معرفة يطول تحصيلها، وقبل الوصول إلى تلك المعرفة يأبيان الإذعان ويستريحان إلى الممانعة والتعويق والتحطيم. •••
Page inconnue