وأن الجنس لم يخلق ليزول ويتشابه الجنسان.
ولكنه خلق ليبقى ويتعاون جانباه على إتمام حياة الإنسان.
الحب
نرانا مرة أخرى أمام تضليل اللغة لنا عن فهم الحقيقة أو أمام جناية الأسماء على المدارك الإنسانية.
فالأسماء قد حصرت المعاني فأفادت؛ لأنها جمعتها من الفوضى والشتات، وحصرتها فأضرت لأن المعاني أوسع من أن تقبل الحصر ولكل منها حالات مثلها لا تحصى.
ومن هذه الأسماء اسم «الحب» لذلك العالم الزاخر الذي لا نهاية لمعانيه.
فهو اسم واحد ولكنه ليس بشيء واحد.
ويضل من أجل هذا عن حقيقته كل من ينتظر شيئا واحدا حين ينظر إليه.
لأنه على أية حال ليس بشيء واحد موجز المعاني كلفظه الوجيز الذي يدل عليه. •••
في كل حب بين رجل وامرأة شيء من حاسة الجمال، وشيء من الأثرة وحب الاحتجان، وشيء من الغريزة النوعية والخصائص الجنسية، وشيء من الرغبة في المتعة الحسية والنفسية، وشيء من التجميل وزخرفة الخيال والتطلع إلى المثل الأعلى، وشيء من الألفة التي تحبب إلينا كل مألوف أو توحشنا من بعده والمعيشة بدونه، وشيء من الخوف والقلق والرجاء والحيلة والمحاولة وكل ما يدور في سريرة الإنسان حول تلك العناصر التي تشتمل عليها تلك الكلمة الصغيرة ذات الحرفين الاثنين.
Page inconnue