66

وكتبت في السياسة والإدارة حين أصبحت زوجة رجل من رجال السياسة والإدارة.

وأشار هافلوك أليس إلى تجارب الباحثين بأنحاء القارة الأوروبية فيما بين الرجل والمرأة من الفوارق الذهنية والنفسية، فكانت خلاصتها أن المرأة مطبوعة على الوصول إلى النتائج بالحيلة والتحسس وخفة التناول والتنفيذ، وأن الرجل يقابل ذلك بالاتجاه الصريح والنفاذ والتصميم.

وممن درس هذا الموضوع على الطريقة العلمية الأستاذ إرنست كرتشمر أستاذ الأمراض النفسية والعصبية بجامعة ماربورج

Ernst Kretschmer ، فألمع في كتابه «نفسيات العباقرة» إلى النساء اللائي اشتغلن بالفنون، ولخص رسالة موبياس

Mobius

الذي خص القول بالموسيقيات؛ لأن المرأة لم تعطل قط عن تعلم الموسيقى والعزف على آلاتها. قال: ومع هذا لم يبق من أسماء نابغات الموسيقى إلا الأسماء التي كانت تتصل ببعض الرجال كاسم كلارا شومان زوجة شومان الموسيقي العالمي المعروف، وفاني مندلسن أخت مندلسن وكورونا شروتر صديقة جيتي، وغيرهن على هذا المنوال.

وذكر الشاعرة الألمانية فون درست هلشوف

Anette von droste Hulshoff .

فقال: إنها كانت أقرب إلى الرجولة في مزاجها وكلامها، وكانت تتزيا بأزياء الرجال وتتمنى في بعض شعرها لو كانت صيادا منطلقا بالعراء أو جنديا مقاتلا أو رجلا على الأقل. ولم تنظم قط في عواطف الأمومة أو وصف الطفولة أو حنين المرأة إلى الحب والألفة وما شابه ذلك من معارض الشعر التي يكلف بها النساء، وأضاف إلى ذلك أن هذا النزوع إلى التشبه بالرجال والتزيي بأزيائهم مشهود مطرد في نساء التاريخ المشهورات مثل أليصابات ملكة إنجلترا وكاترين قيصرة الروس وكرستينا ملكة السويد؛ فهن ينبغن في اقتدارهن على بعض أعمال الرجال بمقدار ما ينقص فيهن من صفات الأنوثة، لا بمقدار ما يزيد ويفضل عن الحاجة إليه. •••

وأسلم ما يقال في هذا الباب ولا يقبل الخلاف عليه أن فاصل الجنس موجود، وأن هناك صفات ذكورة وصفات أنوثة لا التباس بينها حين تنعزل وتتمادى إلى طرفيها، ومن خير بني الإنسان أن يصان لهم هذا التنويع في الصفات على اختلاف ألوانها وظلالها ودرجاتها وطبقاتها؛ لأن التنويع زيادة في ثروة الإحساس وزيادة في ثروة الحياة وزيادة في الأعمال التي تستطاع في كل حالة من هذه الأحوال، وترتقي إلى غايتها من الإتقان كما يرتقي كل شيء إلى غايته بالتخصيص وتوزيع العمل فيه.

Page inconnue