وأهل البنغال مزيج أناسي مختلفين، والمثال الهندوسي في هذا القطر كريه خلقا وخلقا، ويراه الأوروبيون خلاصة جميع العروق التي تسكن شبه جزيرة الهند، ويرجع ذلك إلى أن أكثر سياح الغرب لم يبصروا غيره، ويتصف البنغالي بالقصر والهزال والاسمرار والتكرش، ويهضم البنغالي ما يلقنه، ويبدو البنغالي من الناحية الخلقية خنثا جبانا نذلا مرائيا. (3) أودهة
تقع ولاية أودهة، التي هي من أرغد بقاع الأرض، في شمال البنغال الغربي، بين وادي الغنج وجبال همالية، وتتمتع بجو أطيب من جو البنغال، ويختلف سكانها عن سكان البنغال اختلافا كثيرا، ويقرب عرقهم الجميل البهي القوي من العروق الأوربية قربا كبيرا، ويتصف بالطول وانتظام الوجه وانسجام اللون، ولا إفراط في رطوبة أودهة، وتكفي لإنبات أراضيها نباتا عجيبا، ولا مراء في قيظ صيفها، ولكن قر شتائها يطري الجو فيتقوى أهلوها ويتجدد نشاطهم.
وفي أودهة غابات ساترة لما يلي الجبال من الأراضي غنية بالقنائص، كثة بالأشجار الصالحة لاستخراج العطور الفاخرة ، وفي أودهة سهول هابطة بالتدريج إلى نهر الغنج ذات غلات سنوية تورث وفرتها العجب، وليس بضائر أن يشتمل ترائي على قطعة مهمة من أودهة ما تغلب الإنسان بقوة إرادته ومضاء عزيمته على الطبيعة فاستطاع أن يحيي أجزاء كثيرة من تلك القطعة الخطرة، ويجعلها طيبة صحية.
وفي أساطير الهندوس ذكر لجمال أودهة وخصبها، وفي قصائد الشعراء ترنم بهذه المملكة التي كانت تسمى كوسلة، وبعاصمتها القديمة أجودهيا الخربة في الوقت الحاضر، جاء في ديوان الرماينا:
هنالك قطر واسع اسمه كوسلة واقع على شاطئ سراجو زاهر عظيم الخيرات كثير القطاع وافر الغلات، وهنالك مدينة شهيرة في العالم بأسره أنشأها سيد البشر منو فدعيت بأجودهيا.
وأضحت تلك المدينة الآهلة أودهة الحديثة مؤخرا، وبهذا الاسم يسمى البلد الذي كانت تلك المدينة عاصمة له فكانت واقعة على شواطئ غوغرا.
وغير بلد أودهة، كبقية بلاد الهند، عاصمته غير مرة، فأضحت مدينة لكهنئو عاصمة له بعد أن كانت فيض آباد، ومدينة لكهنئو تلك نالت أهمية كبيرة منذ صارت منطقة أودهة التي هي «فردوس الهند» ملك إنجلترا، وهي تجتذب فريقا كبيرا من الأوروبيين بسبب موقعها الساحر، وهي مركز الأناقة، وهي ذات مبان مؤثرة من بعيد، وإن عددناها نموذجا لانحطاط الفن الهندوسي في العهد الأوروبي. (4) همالية الغربية «كشمير»
وادي كشمير أفضل من قطر أودهة، وأشهر منه في أقاصيص الهند وأساطير العالم، ولا يعدله سوى منطقة نيبال حسن جو وروعة منظر، ويقع بين فروع جبال همالية الغربية الأخيرة وشواهق كاراكورم الأولى، وتهيمن عليه الذرا ذات الثلوج، وتحيط به أسوار من جلاميد تتحدى أقدام الناس بمنحدراتها الوعرة الصعبة الكامدة، وتحتوي سهوله النضرة الأرجة
10
على بحيرات وأهوار
Page inconnue