Civilisations de l'Inde

Émile Ludwig d. 1377 AH
245

Civilisations de l'Inde

حضارات الهند

Genres

وممثلو الهندوس كانوا محترمين أكثر مما هم عليه الآن، وغير قليل ما كان يناله واضعو الروايات من الحظوة ما علمنا أن ملوكا لم يترفعوا عن كتابة روايات تمثيلية، ومن هذه الروايات نذكر رواية «مركبة الصلصال»

20

التي ألفها شودراكا ملك مغدها في أوائل التاريخ الميلادي على ما يظهر.

ونذكر من الروايات الهندوسية التمثيلية الكثيرة المعروفة في أوروبا ما وضعه كالي داسا الذي يفترض أنه عاش في القرن السادس من الميلاد، ونعد من رواياته: «السحاب الرسول، وأصل الإله الفتى، وغرام بطل بأوروشي، إلخ»، وأشهر رواياته على الإطلاق هي رواية شكن تلا التي ترجمت إلى أكثر من عشر لغات، والتي تجد لها عدة تراجم فرنسية، فأعجب بها غوته ولامارتين وغيرهما من أعاظم الكتاب، وذلك في زمن خيل فيه أن اكتشاف الآداب السنسكرتية فتح للإنسان آفاقا جديدة، وعلى ما نراه من عدم استحقاق تلك الرواية؛ لما مدحت به في البداءة نجد أن محاسن كتاب الهندوس تجلت فيها أكثر من تجلي مساوئهم، فهي، على العموم، أكثر من غيرها بساطة وأقرب إلى الصواب وأقل مبالغة، وموضوعها إنساني مؤثر وأبطالها بعيدون من التعمل، والكلام فيها موجز وتكاد تخلو من التعسف والمجاز، وفيها بعض فصول عاطفية رائعة.

وخلاصة تلك الرواية هي أن الملك دش ينته كان يصطاد فلقي في صومعة ابنة لإلاهة وناسك اسمها شكن تلا، فأولع بها فتزوجها على الفور على حسب عادة أبطال الهندوس، وزواج بسيط مثل هذا مما كانت تعترف به الشريعة موقوفا على اعتراف الفريقين المختصين به، فلما قضى منها وطرا فتر حبه لها فعاد إلى عاصمته هستي نابورا من غير أن تحزن كثيرا كما يستنبط من صمت واضع الرواية، وهي لم تعزم على اللحاق به إلا بعد أن أبصرت أنها ستصبح أما، وقد خامرها شك في أنه يعترف بها فأخذت معها الخاتم الذي وهبه لها لتثبت حقيقة أمرها، ومن المؤسف أن آذت أحد الزهاد بأن نسيت أن تجيب عن سؤاله متلهية، فدعا عليها فخسر الملك ذاكرته في مكانه فلم يعترف بها، وكان من نتائج هذا النسيان أن غضبت فأضاعت الخاتم في نهر، أجل، وجد الخاتم صياد في بطن سمكة، بيد أن الملك لم يعترف بها فرحلت إلى حيث لم يعرف أحد، فبحث عنها زوجها الملك فلم يجدها إلا بعد بضع سنين، وما كانا ليلتقيا إلا بمعجزة مع ذلك، وبيان الأمر أن ملك السماء إندرا عجز عن قهر جيش للعفاريت فعهد إلى الملك دش ينته في إبادتهم، مما نتبين به ما كان يعزى إلى الآلهة والناس من الشأن، فانتصر هذا الملك عليهم فاستأصلهم فكافأه إندرا بأن وجد له زوجته وابنه، ثم تختم الرواية بتبجيل مشوش قليلا. (6) آثار أدبية مختلفة

إذا عدوت التاريخ، والتاريخ ما عجز الهندوس عن تدوين كتاب فيه ما عطلوا من مثل هذا الكتاب، لم تجد موضوعا لم يكتبوا فيه، فقد ألفوا في الفلسفة واللاهوت والاشتراع، إلخ، عدة كتب، وألفوا، كذلك، في العلوم عدة كتب، وإن كان ما ألفوه فيها هزيلا.

شكل 1-11: تادبتري. نقوش تستر حواجز معبد «القرن السادس عشر من الميلاد.»

ولو عددنا هذه المؤلفات لخرجنا من دائرة الإجمال، فلا نذكر منها، لذلك، غير الكتب المعروفة بالبورانا؛ لما لها من الأهمية عند الهندوس.

وتجيء كلمة البورانا بمعنى «القديم»، ويقصد بها كتب في الديانة وضعت في مختلف القرون، فقيل، بحق، إنها مستودع الأساطير الشعبية، وتشتمل، كذلك، على تاريخ أسر الهند المالكة القديمة الأساطيري، وفيها أكثر من 800000 بيت شعر، ويتألف منها ثماني عشرة دائرة معارف لا يحتمل الأوربي قراءتها.

ونذكر، عدا الكتب التي ألمعنا إليها في هذا الفصل، المؤلفات الفلسفية التي فصلت في الأوبانشدا، وتكلمنا عنها حينما درسنا أمر البدهية، ونعود إليها في الفصل الذي خصصناه للبحث في ديانات الهند الحاضرة، ولا نجد ما يسبق فلسفتها جرأة، ونعترف بأن الهند انتهت منذ ألفي سنة إلى كبريات المسائل التي لم يصل إليها الغرب إلا منذ قرن واحد فلم تحجم عن إيجاد حل جريء لها.

Page inconnue