Civilisations de l'Inde

Émile Ludwig d. 1377 AH
186

Civilisations de l'Inde

حضارات الهند

Genres

كان بدهة شا كيه موني ذلك المنقذ، وكانت البدهية تلك البشرى الطيبة.

هوامش

الفصل الثالث

حضارة العصر البدهي

(1) الوثائق التي يستعان بها في تمثل المجتمع الهندوسي حول القرن الرابع أو القرن الخامس قبل الميلاد

دام العصر البدهي من القرن الثالث قبل ظهور المسيح إلى القرن السابع بعد ظهوره، فينطوي هذا العصر على مدة ألف سنة تقريبا، ويتطور الدين في السنوات الألف هذه، وتغطى الهند في أثنائها بالمباني العجيبة، ويؤدي ما سمح الدهر ببقائه من أطلال هذه المباني وما اكتشف حديثا من الكتابات الدينية إلى الوقوف على نشوء الحضارة الهندوسية في ذلك العصر، غير أن حوادث ذلك العصر التاريخية ظلت دفينة تحت طبقة من الظلام الدامس.

والعالم الذي كان يود، منذ نصف قرن، أن يكتب فصلا بعنوان فصلنا هذا لم يجد من المعارف ما يملأ به سطرا واحدا، وكادت أوروبا تكون وقتئذ جاهلة كل شيء عن شأن البدهية وحقيقة أمرها مع أنها الشريعة العليا لنصف مليار من البشر.

وليست كثيرة الوثائق التي تؤدي إلى نبش بضعة أسطر عن تاريخ تلك السنوات الألف من تحت أعفار القرون، ومن هذه الوثائق نذكر، في الصف الأول، المباني الفخمة التي نعلم منها مبتكرات الفنون وعظمة الملوك، ومن أقدم هذه الوثائق وأكثرها قيمة نذكر، كمصادر معارف، الأعمدة التي ملأ الملك آشوكا ولاياته الواسعة بها فنقش عليها قبل الميلاد بثلاثة قرون أحكام شريعة جديدة لدى الهندوس.

ومن الوثائق التي يستعان بها في ذلك نذكر، أيضا، مجموعة مخطوطات نيبال الكثيرة الخاصة بالديانة البدهية تقريبا، وتعد «زهرة الشرع القويم» و«لليتا وشتار» أهم ما نقل إلى اللغات الأوربية منها، ونضيف إليهما «تواريخ ملوك مغدها» التي هي، بالحقيقة، أقاصيص خرافية لا تمت إلى التاريخ الصحيح بصلة، كما نضيف إليهما رحلة الحاج الصيني فاهيان الذي زار الهند في القرن الخامس ورحلة الحاج الصيني هيوين سانغ الذي زارها في القرن السابع من الميلاد. (2) القصة البدهية

من ينعم النظر في الوثائق الأولى المذكورة آنفا، أي في كتابات آشوكا التي نقشت قبل الميلاد بقرنين ونصف قرن يعلم وجود تحول عميق في العالم البرهمي القديم، وبيان الأمر: أن من مطالعة شرائع منو يثبت لنا استخذاء أجيال كثيرة من البشر لنير ديني دقيق شديد، ومن مطالعتها يبدو لنا مقدار الضيق الذي كان مستحوذا على كثير من الآدميين الذين كان أقل ذنب قلبي أو حسي يأتيه الواحد منهم يؤدي إلى أفظع تكفير، والذين لم يكن بينهم اشتراك في احتمال البأساء فكان بعضهم ينظر إلى بعض من فوق الحواجز الطائفية، فإذا تناول الواحد منهم، بحسب الأحوال، كأس ماء من آخر أو قال له قولا لينا ممزوجا بأطيب التمنيات عد مقترفا جرما لا يمحي إلا بالتوبة والتكفير الطويل، فبينما كان القوم على ذلك أتتهم ريح طيبة فيها حنان وإحسان فسقطت القيود وتفتحت القلوب وصار وجه الأرض يتبدل، فقد صاح مصلح كبير مجلجل

Page inconnue