وانقضى نصف قرن بعد نيبوهر من غير أن يقوم سائح آخر بارتياد جزيرة العرب، فلما كانت سنة 1815 استأنف بركهارد البحث، فجمع أنباء رائعة عن جزيرة العرب، ولا سيما مكة والمدينة، وما قامت به مصر حوالي تلك السنة من غزو ضد الوهابيين كان فاتحة بحث واسع عن مختلف أقسام جزيرة العرب، ثم جاب جزيرة العرب سياح كثيرون نذكر منهم والين (سنة 1845) وبرتون (سنة 1852) وبلغريف (سنة 1862) الذي زار في أواسط جزيرة العرب، أماكن كانت مجهولة قبله تماما.
16
وقسم القدماء جزيرة العرب إلى ثلاثة أقسام: بلاد الحجر العربية (بطرا)، وهي القسم الشمالي الغربي من جزيرة العرب، وبلاد العرب السعيدة، وهي القسم الجنوبي الغربي منها، والصحراء العربية، وهي قلبها وشرقها.
فأما بلاد الحجر الغربية (بطرا) فتشتمل على القسم الواقع بين فلسطين والبحر الأحمر، وأما الصحراء العربية فهي البادية الكبرى التي تمتد من حدود سورية والعراق إلى الفرات فإلى الخليج الفارسي، وأما بلاد العرب السعيدة فتشتمل على القسم الجنوبي من جزيرة العرب، أي على نجد والحجاز واليمن وعمان ... إلخ.
وجهل جغرافيو العرب ذلك التقسيم، فلم يروا بلاد الحجر (بطرا) من جزيرة العرب، فكان التقسيم الوحيد الذي اصطلحوا عليه ما يأتي:
بلاد الحجاز:
وهي جبلية رملية، تشتمل على الجزء المتوسط من المنطقة الواقعة على ساحل البحر الأحمر، ومن بلاد الحجاز مكة والمدينة المقدستان.
وبلاد اليمن:
وهي في جنوب بلاد الحجاز، تتألف من الزاوية الجنوبية الغربية من جزيرة العرب، وبلاد اليمن أغنى جزيرة العرب وأخصبها.
وبلاد حضر موت ومهرة وعمان والأحساء:
Page inconnue