La Civilisation des Arabes

Émile Ludwig d. 1377 AH
166

La Civilisation des Arabes

حضارة العرب

Genres

وأقيم جامع قرطبة أيام كان الفن العربي في فجره، وتدرج الفن العربي إلى الكمال، فأقيمت على الطراز العربي الكامل مبان عجيبة كالحمراء تخبر، بما لها من الروعة والجلال قادم الأجيال بما كان للقوم الذين شادوها من الذوق الفني وحب كل ما هو ساطع بديع عجيب.

شكل 6-15: منظر التقط في قاعة الأختين بقصر الحمراء (من تصوير جونس).

شكل 6-16: قاعة بني سراج في قصر الحمراء (من تصوير مورفي).

شكل 6-17: ليوان في قصر الحمراء بغرناطة.

شكل 6-18: داخل قاعة لندرجة في قصر الحمراء.

وأرى، قبل أن أغادر قرطبة، أن أذكر، أيضا، قصر الزهراء الساحر الذي بناه عبد الرحمن في القرن العاشر بعيدا بضعة فراسخ من قرطبة، والذي درس رسمه وقص التاريخ نبأه، وإن الضبط الذي وصف به كتاب العرب جامع قرطبة لدليل على صدق ما وصفوا به قصر الزهراء من الأوصاف التي أوجزها جيرول دوپرانجه فيما يأتي:

كان يزين ذلك القصر 4300 عمود من الرخام الثمين الكامل الصنع، وكانت رداهه مبلطة بقطع من الرخام المنقوش بمهارة على ألف شكل، وكانت حواجز هذه الرداه مغطاة بالمرمر ومزخرفة بالأفاريز ذات الألوان الباهرة، وكانت سقوفه ذات نقوش ذهبية لازوردية متشابكة، وكانت جسور هذه السقوف وترابيعها الأرزية دقيقة متقنة الصنع، وكان في بعض رداهه عيون عجيبة تصب مياهها الصافية في صهاريج رخامية ذات أشكال منوعة أنيقة، وكان في ردهة الخليفة عين مصنوعة من اليصب ومزينة بإوزة عجيبة من الذهب عملت في القسطنطينية، وكانت الدرة الشهيرة، التي أتحف قيصر الروم عبد الرحمن الناصر بها، تعلو هذه العين، وكانت الحدائق العظيمة ذات الأشجار المثمرة والرياحين قريبة من القصر، وكان في وسط هذه الحدائق، وعلى مكان مشرف منها، قبة الخليفة القائمة على أعمدة رخامية بيض ذات تيجان مذهبة، وكان في وسط هذه القبة حوض كبير من الرخام السماقي مملوء بالزئبق الذي كان يتدفق بشكل عجيب تدفقا مستمرا، فكانت أشعة الشمس تنعكس عليه بما يأخذ بمجامع القلوب، وكان في هذه الحدائق الجميلة حمامات ذات صهاريج رخامية وبسط ورياش حريري ذهبي موشى بصور غريبة طبيعية من الأزهار والغاب والحيوانات، وجلب الرخام الأبيض إلى قصر الزهراء من المرية، والوردي والأخضر من قرطاجة وتونس، وصنعت في سورية، وفي القسطنطينية على رواية، عينه الذهبية المنقوشة، وكان يرى هنالك ما جلبه أحمد الرومي من الصور البشرية المنقوشة، وأمر الخليفة بأن تنصب هنالك صور من الذهب والحجارة الثمينة لاثني عشر حيوانا مصنوعة في المعمل الملكي بقرطبة، فكانت المياه تتدفق من أفواهها تدفقا مستمرا، وكان سقف ردهة الخليفة مذهبا مؤلفا من قطع رخامية لامعة مختلفة الألوان، وكانت جدره مزخرفة مثل سقفه، وكان في وسط هذه الردهة حوض رخامي عظيم مملوء بالزئبق، وكان في كل جانب من هذه الردهة ثمانية أبواب معقودة على حنايا من العاج والأبنوس مزينة بالذهب والحجارة الثمينة، قائمة على أعمدة من الرخام المنوع والبلور الصافي، وروى ابن حيان أن قصر الزهراء اشتمل على 4312 سارية مختلفة الحجوم، وأنه جلب 1013 سارية منها من إفريقية و19 سارية منها من رومة، وأن قيصر الروم أتحف عبد الرحمن ب 140 سارية منها، وأن بقية السواري أخذت من مختلف بقاع الأندلس وطركونة وغيرها، وصنعت أبواب قصر الزهراء من الحديد أو من النحاس المموه بالذهب والفضة. (4-2) المباني العربية في طليطلة

مدينة طليطلة القديمة الحاضرة صورة صادقة لما كانت عليه المدن الأوربية في القرون الوسطى، وما هو ماثل فيها الآن من الكتدرائية الفخمة ودير سان جوان دولوس ريس يكفي لشهرتها، فإذا استثنيت هذين الأثرين رأيت في كل خطوة منها ما يساعد على درس تأثير العرب في الأمم التي حلت محلهم.

ولا يزال يحيط بطليطلة حصونها وأبراجها العربية، ونذكر من أبوابها القديمة باب بيزاغرة (باب شقرة) الشهير الذي أنشئ في القرن التاسع من الميلاد، وباب الشمس الشهير الذي أنشئ في القرن العاشر من الميلاد فيصعب علي أن أعده، كما عده غيري، من الآثار التي شيدت على الطراز البزنطي، وذلك لشكله العربي العام، ولما يرى فيه من الأقواس والزخارف العربية.

وأذكر من المباني العربية في طليطلة، أو المباني العربية اليهودية فيها، سنتا ماريا لا بلانكا، أي الكنيس القديم الذي بني في القرن التاسع.

Page inconnue