64

Hadaiq Anwar

حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار

Chercheur

محمد غسان نصوح عزقول

Maison d'édition

دار المنهاج

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٩ هـ

Lieu d'édition

جدة

ثمّ رجع إلى (المدينة) فدخلها في آخر ذي القعدة، فولد له ﷺ في ذي الحجّة إبراهيم، وعاش ثلاثة أشهر ثمّ مات، وانكسفت الشّمس يوم موته، وذلك وقت الضّحى في أوّل ربيع من سنة/ [تسع] «١»، فقال النّاس: انكسفت الشّمس لموت إبراهيم، فجمع [ﷺ] النّاس وصلّى بهم صلاة الكسوف، ثمّ خطب بهم فقال: «إنّ الشّمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته» «٢» . وفي السّنة التّاسعة: دخل النّاس في دين الله أفواجا، كما أخبر الله تعالى بذلك، وجعله علما على وفاته ﷺ. ووفدت عليه الوفود؛ فمنهم: وفد (بني حنيفة)، في جمع كثير، عليهم: مسيلمة الكذّاب، وأبى أن يسلم إلّا أن يجعل له النّبيّ ﷺ الأمر من بعده، ورجع خائبا. ومنهم: وفد (نجران)، وكانوا نصارى، فحاجّوه في عيسى ﵊ أنّه ابن الله لكونه خلقه من غير أب، فنزلت: إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ [سورة آل عمران ٣/ ٥٩]- أي: من غير أمّ ولا أب-. ونزلت آية المباهلة- أي: الملاعنة-: فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ الآية [سورة آل عمران ٣/ ٦١]، فقال لهم رئيساهم- السّيّد «٣» والعاقب «٤» -: لاتفعلوا،

(١) والراجح أنّها سنة عشر. انظر تعليقنا ص ٣٦٤. (٢) أخرجه البخاريّ، برقم (١٠٠١) . عن أبي بكرة ﵁. (٣) السّيّد: رئيسهم ومفتيهم، واسمه: الأيهم. (٤) العاقب: أمير القوم. واسمه: عبد المسيح.

1 / 75