191

Hadaiq Anwar

حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار

Chercheur

محمد غسان نصوح عزقول

Maison d'édition

دار المنهاج

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٩ هـ

Lieu d'édition

جدة

التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ- أي: حملهم الثّقيل- وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ [سورة الأعراف ٧/ ١٥٧]؛ [وقوله تعالى]: رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْرًا كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا [سورة البقرة ٢/ ٢٨٦] . [إسلام النّفر الّذين لقيهم النّبيّ ﷺ في الموسم] فلمّا عرض نفسه «١» على السّتّة النّفر من الأنصار «٢»، أتوه ليلا فامنوا به وصدّقوه، وقالوا: إنّ قومنا بينهم العداوة والبغضاء، فإن جمعنا الله بك فلا رجل أعزّ علينا منك. فلمّا قدموا (المدينة) أخبروا قومهم، وفشا فيهم الإسلام، فلم تبق دار من دور الأنصار إلّا وفيها ذكر رسول الله ﷺ. وكان ذلك عقيب يوم (بعاث) «٣» - بموحّدة مضمومة، ثمّ مهملة ومثلّثة- وهو يوم وقعت فيه مقتلة عظيمة بين الأوس والخزرج في شوّال في هذه السّنة. وفي «صحيح البخاريّ»، كان يوم (بعاث) يوما قدّمه الله لرسوله، فقدم رسول الله وقد افترق ملؤهم، وقتلت سرواتهم، وجرّحوا، فدخلوا في الإسلام «٤» .

(١) قلت: كان ذلك في موسم الحجّ من السّنة الحادية عشرة من بعثته ﷺ. (٢) وهم: أبو أمامة أسعد بن زرارة، وعوف بن الحارث، ورافع بن مالك، وقطبة بن عامر، وعقبة بن عامر، وجابر بن عبد الله بن رياب ﵃. (ابن هشام، ج ١/ ٤٢٩) . (٣) بعاث: موضع قرب المدينة. (٤) أخرجه البخاريّ، برقم (٣٥٦٦) . سرواتهم: خيارهم وأشرافهم وعظاماؤهم.

1 / 202