39

Guider les gens de compréhension sur l'innovation de diviser la religion en coque et noyau

تبصير أولي الألباب ببدعة تقسيم الدين إلى قشر ولباب

Maison d'édition

دار طيبة

Numéro d'édition

العاشرة

Année de publication

١٤١٤ هـ - ١٩٩٣ م

Lieu d'édition

مكة المكرمة

Genres

إذ لا مانع في حكم العقل من كون المحافظ على أوامر الله المجتنب مناهيه مشتغلًا بجهاد أعدائه بكل ما في طاقته كما لا يخفي، وكما عرفه التاريخ لنبينا ﷺ، وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان. أما بالنظر إلى أدلة الكتاب والسنة كقوله تعالى: ﴿ولينصرن الله من ينصره﴾ (١)، وقوله ﷿: ﴿إن تنصروا الله ينصركم﴾ (٢) وغير ذلك من النصوص فإن النسبة بين التمسك بالشعائر الإسلامية وبين تنزيل النصر من الله جل وعلا كالنسبة بين الملزوم ولازمه، لأَن التمسك بالدين هو ملزوم النصر، بمعنى أنه يلزم عليه الانتصار كما صرحت الآيات، وهؤلاء المخالفون أظهروا للناس أن الربط بين الملزوم ولازمه كالتنافي الذي بين النقيضين والضدين] (٣)، وهؤلاء بدورهم أذعنوا لهم لسذاجتهم وجهلهم، وأنتج ذلك نفرة في قلوبهم، بمجرد سماع من يتكلم في الفروع توهمًا منه أنه يبطل بذلك الجهاد، هذا وإن من البديهي أن فاقد الشيء لا يعطيه، " ولا يستقيم الظل والعود أعوج ". والدولة المسلمة لن تقوم إلّا على أكتاف أولي العزم الذين يلتزمون بكافة أحكام الشرع، ويوافقونها في ظاهرهم وباطنهم لقوله تعالى: ﴿إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم﴾ (٤). والدولة المسلمة ما هي إلا ثمرة لتمسك جنود الِإسلام بكل شرائع دينهم، قال تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (٥) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ﴾ (٥) الآية.

(١) (الحج: ٤٠). (٢) (محمد: ٧). (٣) انظر: " أضواء البيان " (٣/ ٣٩٨ - ٤٠٠) (٤) (الرعد: ١١). (٥) (القصص: ٥، ٦).

1 / 39