21

Guider les gens de compréhension sur l'innovation de diviser la religion en coque et noyau

تبصير أولي الألباب ببدعة تقسيم الدين إلى قشر ولباب

Maison d'édition

دار طيبة

Numéro d'édition

العاشرة

Année de publication

١٤١٤ هـ - ١٩٩٣ م

Lieu d'édition

مكة المكرمة

Genres

ولا شك أن هذا الأسلوب في فهم النصوص هو وحده الكفيل بأن يسد الباب في وجه الزنادقة والملاحدة الذين يتحصنون وراء دعوى حسن النية ويرتكبون المخالفات الشرعية ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (١١) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ (١)، ويضربون بالأحكام الظاهرة التي هي شعائر الِإسلام وأعظم أركانه كالصلاة والزكاة والصيام والحج وغيرها عُرْضَ الحائط دون أن ينكر عليهم منكِر، وإلا لزم أيضًا نسبة التناقض إلى الشرع المنزه، حيث تنبنى أحكامه على ما يظهره الناس في دار الدنيا، ثم تهدر هذه الشرائع بحجة حسن نية من أهدروها - وهذا ما لم يفعله المنافقون في عهد رسول الله ﷺ فإنهم كانوا يصلون معه ويحجون معه ويجاهدون معه، وكانوا يتناكحون ويتوارثون مع المسلمين، وكان المسلمون يصلون عليهم، ويدفنونهم معهم أخذًا بما يُظهرونه، ثم نقول: أليس رسول الله ﷺ الذي نطق بالنصوص التي تدل على أهمية النية هو الذي نطق بالنصوص التي فيها اعتبار الظاهر ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ (٢) ﷺ وصدق الله تعالى إذ قال: ﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ (٣). وإذا كانت النصوص السابقة قد أسست فكرة الارتباط بين الظاهر والباطن فإن هناك جملة من النصوص قد فصَّلت هذه الفكرة، وأثبتت تأثير كل منهما في الآخر: منها ما رواه النعمان بن بشير ﵄ قال: (كان رسول الله ﷺ يسوى صفوفنا حتى كأنما يُسوِّي بها القِداحَ (٤)، حتى رأى أنا قد

(١) البقرة: (١١، ١٢). (٢) (النجم: ٣، ٤). (٣) (النساء: ٨٢). (٤) الِقداح: هي خشب السهام حين تُنحت وتُبرى، واحدها: قِدْح، معناه: يبالغ في تسويتها حتى تصير كأنما تُقوَّمُ بها السهام لشدة استوائها واعتدالها.

1 / 21