257

الإرشادات في تقوية الأحاديث بالشواهد والمتابعات

الإرشادات في تقوية الأحاديث بالشواهد والمتابعات

Maison d'édition

مكتبة ابن تيمية

Numéro d'édition

الأولى ١٤١٧ هـ

Année de publication

١٩٩٨ م

Lieu d'édition

القاهرة

Genres

وجعفر بن برقان؛ في الزهري ليس بشيء، فلا تنفع متابعته.
فظهر بهذا؛ مخالفة ابن عيينة لأصحاب الزهري؛ حيث حمل إسناد المتن الثاني على إسناد المتن الأول، وجعل المتنين من حديث "سعيد"؛ والأمر ليس كذلك؛ بل المتن الأول من حديث "سعيد وأبي سلمة" جميعًا، بينما الثاني من حديث "أبي سلمة" فقط.
والفضل في معرفة علة هذه المتابعة يرجع - بعد الله ﷿ إلى الإمام أحمد بن حنبل - عليه رحمة الله ورضوانه ـ، فقد قال - فيما حكاه عنه أبو طالب (١) .
"سفيان بن عيينة في قلة ما روى نحو من خمسة عشر حديثًا، أخطأ فيها في أحاديث الزهري، فذكر منها: حديث: "اشتكت النار إلى ربها"؛ إنما هو عن أبي سلمة".
وهذا من شفوف نظر الإمام أحمد ودقة نقده، عليه رحمة الله تعالى.
وقد سُئل الإمام الدارقطني في "العلل" (٩/٣٩٠) عن حديث "الإبراد" خاصة، فذكر أوجه الخلاف فيه على الزهري، ثم قال:
"والقولان محفوظان عن الزهري".
يعني: عن سعيد وأبي سلمة جميعًا.
وإنما يقصد الإمام الدارقطني بتصحيح القولين عن الزهري، أي

(١) هو في "المنتخب من علل الخلال" (١٨٦) .

1 / 263