150

Guide for the Preacher to the Evidence of Sermons

دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ

Genres

ثم قال: ﴿وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ﴾ أى: فراخه (١) ﴿فَآزَرَهُ﴾ أى: شده ﴿فَاسْتَغْلَظَ﴾ أى: شب وطال.
﴿فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ﴾ أى: فكذلك أصحاب رسول الله ﵌ آزروه وأيدوه ونصروه، فهم معه كالشطء مع الزرع ﴿لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ﴾.
ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك ﵀ فى رواية عنه بتكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة ﵃، قال: لأنهم يغيظونهم؛ ومن غاظه الصحابة ﵃ فهو كافر لهذه الآية، ووافقه طائفة من العلماء ﵃ على ذلك.
ثم قال ﷿: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾.
و(مِنْ) هنا لبيان الجنس لا للتبغيض، والمعنى: وعد الله جميع الصحابة الجنة، ووعد الله حق وصدق، لا يخلف ولا يبدل، وكل من اقتفى أثر الصحابة ﵃ فهو فى حكمهم، ولهم الفضل والسبق والكمال لا يلحقهم فيه أحد من هذه الأمة ﵃ وأرضاهم، وجعل جنات الفردوس مأواهم، وقد فعل».اهـ بتصرف من (تفسير القرآن العظيم).
٥ - وقال تعالى: ﴿لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَى﴾ (الحديد:١٠).
قال الحافظ ابن كثير ﵀:قوله: ﴿لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ﴾ أي: لا يستوي هذا ومن لم يفعل كفعله، وذلك أن قبل فتح مكة كان الحال شديدًا، فلم

(١) جاء في (لسان العرب): «الشَّطْءُ فَرْخُ الزَّرْع والنخل، وقيل: هو ورق الزَّرْع، وفي التنزيل ﴿كزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ﴾ أَي طَرَفَه وجمعه شُطُوءٌ، وقال الفرّاءُ: شَطْؤُه السُّنْبُل، تُّنْبِت الحَبَّةُ عَشْرًا وثمانيًا وسَبْعًا فيَقْوَى بعضُه ببعض فذلك قوله تعالى ﴿فآزَرَه﴾ أَي فأَعانَه. وقال الزجاج: أَخْرَج شَطْأَه: أَخرج نباتَه. وقال ابن الأَعرابي: شَطْأَه: فِراخَه.
وشَطْءُ الشجرِ ما خَرج حول أَصله والجمع أَشْطاءٌ، وأَشْطَأَتِ الشجرةُ بغُصونها إِذا أَخرجت غُصونَها وأَشْطَأَ الزرعُ إِذا فَرَّخ. (اهـ بتصرف)

1 / 162