219

Guidance to True Belief and Refutation of the People of Polytheism and Atheism

الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد

Maison d'édition

دار ابن الجوزي

Numéro d'édition

الرابعة ١٤٢٠هـ

Année de publication

١٩٩٩م

Genres

الزمان، وذكروا ذلك ضمن مباحث العقيدة، فمن أنكر خروجه؛ فقد خالف ما دلت عليه الأحاديث المتواترة، وخالف ما عليه أهل السنة والجماعة.
ولم ينكر خروجه إلا بعض المبتدعة كالخوارج والجهمية، وبعض المعتزلة، وبعض الكتاب العصريين، والمنتسبين إلى العلم، ولم يعتمدوا على حجة يدفعون بها النصوص المتواترة سوى عقولهم وأهوائهم، ومثل هؤلاء لا عبرة بهم ولا بقولهم.
والواجب على المسلم الإيمان بما صح عن الله ورسوله، واعتقاد ما يدل عليه، وأن لا يكون من الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُه﴾ ١؛ لأن مقتضى الإيمان بالله ورسوله هو التسليم لما جاء عنهما والإيمان به، ومن لم يفعل؛ فإنه متبع لهواه بغير هدى من الله.
نسأل الله العافية والسلامة من الشك والشرك والكفر والنفاق وسوء الأخلاق، وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، والحمد لله رب العالمين.
نزول عيسى بن مريم ﵇:
إن نزول المسيح عيسى بن مريم ﵊ كما دل عليه القرآن فقد أخبر به الصادق المصدوق، الذي لا ينطق عن الهوى، نبينا محمد ﷺ، وتواتر النقل عنه بذلك، وأجمع عليه علماء الأمة سلفا وخلفا، وعدوه مما يجب اعتقاده والإيمان به.
قال السفاريني: "ونزوله ﵊ ثابت بالكتاب والسنة وإجماع الأمة:
أما الكتاب؛ فقوله تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ

١سورة يونس، الآية: ٣٩.

1 / 231