لمحات تاريخية من حياة ابن تيمية

Saleh bin Saeed bin Halabi d. Unknown
12

لمحات تاريخية من حياة ابن تيمية

لمحات تاريخية من حياة ابن تيمية

Maison d'édition

مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Genres

الجمعة في المسجد الجامع الذي كان يغص بالمصلين، هذه بعض روايات الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية والذي عاصر هذه الحوادث بنفسه وهو عالم الشام وشيخها وتلميذ ابن تيمية. وإذا أردنا أن نتعرف على هؤلاء الوحوش من هم؟ وما هي ديانتهم؟ حتى تعطى لنا صورة واضحة عن اتجاهاتهم. إنهم من جهة الصين بلى الله بهم الأمة في فترة من الزمن، أما ديانتهم فهم وثنيون، يقول ابن الأثير: "وأما ديانتهم فإنهم يسجدون للشمس عند طلوعها ولا يحرمون شيئا يأكلون جميع الدواب حتى الكلاب والخنازير وغيرها ولا يعرفون نكاحا بل المرأة يأتيها غير واحد من الرجال فإذا جاء الولد لا يعرف". ولعل الشيوعية ترجع إلى أصلهم إلا أن أولئك كانوا وثنيين والشيوعية لا تعترف بوجود الله مطلقا، ولكن نرى أن التتار أسلموا فيما بعد كما سيأتي.
موقف ابن تيمية من الاضطرابات: رأى ابن تيمية تلك الاضطرابات والنهب والسلب في البلاد فوقف وقوف الجبال الراسيات فلم يفر أو يخرج من البلد كما فعل غيره لأن له قلبا يحول بينه وبين الفرار وله شعور يمنعه من أن يترك العامة من غير مواس وله دين يردعه من أن يترك أمور الناس فوضى لا حاكم لها، وهو هو في علمه ودينه وعظمته أحس ابن تيمية بهذه المحنة فجمع أعيان البلاد الذين لم يفروا بعد، ورد عليهم أمورهم وثبتهم وأخذ يتلو عليهم آيات القرآن الكريم الواردة في الجهاد وأحاديث الرسول ﷺ واتفق معهم على ضبط الأمور وأن يذهب على راس وفد منهم يخاطبون ملك التتار في الامتناع عن الدخول إلى دمشق.
ابن تيمية في مقابلة ملك التتار: ذهب الشيخ ابن تيمية مع الوفد الشامي وكان رئيسا للوفد إلى مقابلة (قازان) ملك التتار وقائدهم. يقول ابن كثير: "وقد كسا الله الشيخ حلة من المهابة والإيمان والتقى ولقد قال أحد الذين شاهدوا اللقاء، كنت حاضرا مع الشيخ فجعل يحدث السلطان بقول الله ورسوله في العدل ويرفع صوته ويقرب منه.. والسلطان مع ذلك مقبل عليه مصغ لما يقول شاخص إليه لا يعرض عنه؛ وإن السلطان من شدة ما أوقع الله في قلبه من الهيبة والمحبة سأل من هذا الشيخ؟ إني لم أر مثله ولا أثبت قلبا منه ولا أوقع من حديثه في قلبي ولا رأيتني أعظم انقيادا لأحد منه فأخبر بحاله وما هو عليه من العلم والعمل". ومما خاطبه به في هذه المقابلة وعن طريق الترجمان: "قل

6 / 121