192

Perles des caractéristiques évidentes et chaînes des défauts flagrants

غرر الخصائص الواضحة و عرر النقائص الفاضحة

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Lieu d'édition

بيروت - لبنان

ذلك ما قدمت أيديهم وأن الله ليس بظلام للعبيد أمهلوا والله حتى نبذوا الكتاب والسنة واعتدوا واستكبروا وخاب كل جبار عنيد ثم أخذتهم فكيف كان نكير فهل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزًا وخطب داود أخوه بالمدينة فقال أيها الناس حتام يهتف بكم صريحًا أما آن لراقدكم أن ينتبه كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون أغركم الامهال حتى حسبتموه الاهمال هيهات منكم وكيف بكم والسوط والسيف مشيم ثم أنشد
حتى تبيد قبيلة وقبيلة ... ويعض كل مثقف بالهام
ويقمن ربات الخدور حواسرًا ... يمسحن عرض نواصي الأيتام
قال الجاحظ داود وسليمان من أفصح خطباء بني هاشم كانا في البيان فرسي رهان إلا أن داود أفتق لسانًا وأروق بيانًا وكان لا يتقدم في تحرير خطبة قط
وواجب أن يكون بهذا الفصل لاحقًا ... ذم من ظل بمستثقل التقعير ناطقًا
قال رسول الله ﷺ أبغضكم إلي الثرثارون المتفيهقون قال أبو العباس محمد بن يزيد المبرد الثرثارون الذين يتكلمون بالكلام تكلفًا وتجاوزًا وخروجًا عن الحد من قولهم نهر ثرثار لكثرة مائه والمتفيهقون تأكيد وهو مأخوذ من قولهم فهق الغدير يفهق إذا امتلا وقال بشر بن المعتمر إياك والتقعير فإنه يسلمك إلى التعقيد فتستهلك معانيك ويمنعك من اصابة مراميك وقلل بعض البلغاء أحذركم والتعمق في القول والتكلف وعليكم بمحاسن الألفاظ والمعاني المستخفة المستملحة فإن المعنى المليح إذا كسى لفظًا حسنًا وأعاره البليغ مخرجًا سهلًا كان في قلب السامع أحلى ولصدره أملى وقال بعض الحذاق إياك والنحو بين العامة فإنه كاللحن بين الخاصة وما أحسن قول أبي عمرو بن العلاء في نحو هذا المعنى
لعمرك ما اللحن من شيمتي ... ولا أنا عن خطأ ألحن
ولكنني قد قسمت الكلام ... أخاطب كلًا بما يحسن

1 / 202