163

La Richesse pour ceux qui cherchent le chemin de la vérité d'Allah, le Très-Haut

الغنية لطالبي طريق الحق

Chercheur

أبو عبد الرحمن صلاح بن محمد بن عويضة

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Lieu d'édition

بيروت - لبنان

Genres

وإنما كان بعد تقادم السنين والأعوام، وفوت الصحابة والتابعين والفقهاء السبعة فقهاء المدينة، وعلماء الأمصار وفقهائها قرنًا بعد قرن، وقبض العلم بموتهم إلا شرذمة قليلة، وهم الفرقة الناجية فحفظ الله الدين بهم. كما روي عن عروة عن عبد الله بن عمر ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الله تعالى لا ينزع العلم من صدور الرجال بعد أن يعطيهم، ولكن يذهب بالعلماء، فكلما ذهب بعالم ذهب معه من العلم حتى يبقى من لا يعلم، فَيَضِلون ويُضَلون». وفي لفظ آخر عن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمر ﵄ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالًا، فسئلوا فافتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا». وعن كثير بن عبد الله بن عوف عن أبيه عن جده ﵁ عن رسول الله ﷺ أنه قال: «إن الدين ليأزر إلى الحجاز كما تأزر الحية إلى جحرها، وليعقلن الدين من الحجاز معقل الأروية من رأس الجبل، إن الدين بدأ غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ فطوبي للغرباء. قيل: ومن الغرباء؟ قال ﷺ: الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي بعدي». وعن عكرمة عن ابن عباس ﵄ قال: لا يأتي على الناس زمان إلا أماتوا فيه سنة وأحيوا فيه بدعة. وعن الحارث عن علي بن أبي طالب ﵁ قال: ذكر رسول الله ﷺ الفتن فقلنا: ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال رسول الله ﷺ: «كتاب الله هو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تلتبس له الألسن، هو

1 / 174