155

La Richesse pour ceux qui cherchent le chemin de la vérité d'Allah, le Très-Haut

الغنية لطالبي طريق الحق

Chercheur

أبو عبد الرحمن صلاح بن محمد بن عويضة

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Lieu d'édition

بيروت - لبنان

Genres

وقال فضيل بن عياض: من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الإيمان من قلبه. وإذا علم الله ﷿ من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت الله تعالى أن يغفر ذنوبه وإن قل عمله، وإذا رأيت مبتدعًا في طريق فخذ طريقًا آخر. وقال فضيل بن عياض ﵀: سمعت سفيان بن عيينة ﵀ يقول: من تبع جنازة مبتدع لم يزل في سخط الله تعالى حتى يرجع. وقد لعن النبي ﷺ المبتدع، فقال ﷺ: «من أحدث حدثًا أو آوى محدثًا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ولا يقبل منه صرفًا ولا عدلًا». يعني بالصرف: الفريضة، وبالعدل: النافلة. وعن أبي أيوب السجستاني ﵀ أنه قال: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال: دعنا من هذا وحدثنا بما في القرآن، فاعلم أنه ضال. (فصل) واعلم أن لأهل البدع علامات يعرفون بها. فعلامة أهل البدعة الوقيعة في أهل الأثر. وعلامة الزنادقة تسميتهم أهل الأثر: بالحشوية، ويريدون إبطال الآثار. وعلامة القدرية تسميتهم أهل الأثر: مجبرة. وعلامة الجهمية تسميتهم أهل السنة: مشبهة. وعلامة الرافضة تسميتهم أهل الأثر: ناصبة. وكل ذلك عصبية وغياظ لأهل السنة، ولا اسم لهم إلا اسم واحد: وهو «أصحاب الحديث». ولا يلتصق بهم ما لقبهم به أهل البدع، كما لم يلتصق بالنبي ﷺ تسمية كفار مكة له ساحرًا وشاعرًا ومجنونًا ومفتونًا وكاهنًا، ولم يكن اسمه عند الله وعند ملائكته وعند إنسه وجنه وسائر خلقه إلا رسولًا نبيًا بريًا من العاهات كلها. قال الله تعال: ﴿انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلًا﴾ [الإسراء: ٤٨].

1 / 166