244

غربة الإسلام

غربة الإسلام

Chercheur

عبد الكريم بن حمود التويجري

Maison d'édition

دار الصميعي للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

Lieu d'édition

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genres

ونمي إلينا بطريق قوي أن رجلا حلف لغريمه أن لا حق له، فبعد ذلك سأله اليمين بمعتقد يسمى شويع، فنكل وسلّم الدين.
وما سقنا هذه الكلمات عن العامة إلا على سبيل المثال، وهذا شيء لا يختص به الواحد والاثنان، ولا البلدة والبلدتان، ولا القطر ولا القطران، بل عمّ أمر المشاهد وعبادة الأموات البلاد من أقصاها إلى أقصاها، حتى آل الأمر إلى أن عاد غصن الشرك غضا طريا، ويبلغنا من ذلك الكثير الذي لا يحويه السطور سوى ما سمعناه وشاهدناه، ونحن ببلد أقل شيء فيها هذا القبيل، وإلا فمن سكن بفرس، والمخا، وصعدة، وغيرها من قطرنا هذا خاصة -كيف سواه- رأى العجب إن كان قلبه حيا.
ومن ذلك أن امرأة كُفّ بصرها ومات ولدها، فنادت وليها: أما الله فقد صنع ما ترى، ولم يبق إلا حسبك فيَّ.
ومن ذلك -وهو من أشهر عجائبهم المعلومة في نواحي البلدان- شراؤهم الأولاد بزعمهم من الميت بشيء معين، فيبقى ثمنه رسما جاريا يؤدى كل عام لصندوق الولي، وإن كانت امرأة فمهرها له، أو نصف مهرها، إذ هي مشتراة منه.
ومن ذلك -وهو من طرائفهم الشهيرة أيضا- ترك أشجار ومراع حول المشهد -لمكان قربها منه- مع الحاجة الشديدة إليها، فتبقى على ممر الأزمان سائبة.
ومن عجائبهم ما حدّث به جمع من أهل الدين أنه وقع في زيارة بعض المشاهد اجتماع خلق كثير من الرجال والنساء والأطفال، فكان هناك

1 / 240