١١٢ - وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَصْمَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ عُمَرَ، قَالَ: وَلِيَ أَعْرَابِيٌّ الْبَحْرَيْنَ، فَجَمَعَ يَهُودَهَا، فَقَالَ: مَا تَقُولُونَ فِي عِيسى ابْنِ مَرْيَمَ؟ قَالُوا: نَحْنُ قَتَلْنَاهُ وَصَلَبْنَاهُ. فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ: لَا جَرَمَ! وَاللهِ لَا تَخْرُجُونَ مِنْ عِنْدِي حَتَّى تُؤَدُّوا إِلَيَّ دِيَتَهُ. قَالَ: فَمَا خرَجُوا حَتَّى أَخَذَ مِنْهُمْ.
١١٣ - وَعَنِ الصُّولِي، قَالَ: بَيْنَمَا الْحَسَنُ اللُّؤلُؤِيُّ يُحَدِّثُ الْمَأْمُونَ إِذْ نَعِسَ الْمَأْمُونُ، فَقَالَ لَهُ اللُّؤْلُؤِيُّ: اسْمَعْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! فَفَتَحَ عَيْنَهُ، فَقَالَ: يَا غُلامُ! خُذْ بِيَدِهِ، فَلَيْسَ مِنْ سُمَّارِ الْمُلُوكِ، إِنَّمَا يَصْلُحُ هَذَا أَنْ يُفْتِي فِي مُحْرِمٍ صَادَ ظَبْيًا، وَنَحْنُ ظَلَمْنَاهُ إِذْ كَلَّفْنَاهُ مَا لَيْسَ لَهُ بِخُلُقٍ. ثُمّ أَنْشَدَ الْمَأْمُونُ:
ظَلَمْتَ امْرَأً كَلَّفْتَهُ غَيرَ خُلْقِهِ ... وَهَل كَانَتِ الأَخْلَاقُ إِلَّا غَرَائِزَا
١١٤ - وَقَالَ هَارُونُ الرَّشِيدُ لِلْجمَّاز: كَيْفَ مَائِدَةُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى؟ قَالَ: شِبْرٌ فِي شِبْرٍ، وَصَحْفَتُهُ مِنْ قِشْرِ الخَشْخَاشِ، وَبَيْنَ الرَّغِيفِ وَالرَّغِيفِ مَضْرِبُ كُرَة، وَبَيْنَ اللَّوْنِ وَاللَّوْنِ فَتْرَةُ نَبِيٍّ. قَالَ: فَمَنْ يَحْضُرُهَا؟ قَالَ: الْكِرَامُ الكَاتِبُونَ. فَضَحِكَ الرَّشِيدُ وَقَالَ: لَحَاكَ اللهُ مِنْ رَجُلٍ.
١١٥ - وَقِيلَ لِأَشْعَب: قَدْ لَقِيتَ رِجالًا مِنَ الصَّحَابَةِ فَلَوْ حَفِظْتَ أَحَادِيثَ تَتَحَدَّثُ بِهَا. فَقَالَ: أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِالْحَدِيثِ. قَالُوا: فَحَدِّثْنا. قَالَ: حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "خَلَّتَانِ لَا يَجْتَمِعَانِ فِي مُؤْمِنَ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ"، ثُمَّ سَكَتَ قِيلَ لَهُ: هَاتِ! مَا الْخَلَّتَانِ؟ قَالَ: نَسِيَ عِكْرِمَةُ أَحَدَهُمَا وَنَسِيتُ أَنَا الأُخْرَى.
1 / 53