جاء الغزالي والفلسفة تناهض الدين وتواثبه، والمذاهب العقلية تتصارع وتبرع في الجدل والاستخراج، وتبتعد عن الروح والقلب، وجمهرة المسلمين في حيرة، ورجل الشارع متعب القلب، متعب الروح، لا يعرف كيف يهتدي، ولا يعرف كيف يطمئن بين تلك التيارات.
فحطم الغزالي الفلسفة، وصرع المذاهب، ثم أتى إلى الجمهرة الإسلامية فخاطب منها القلب والروح، وأدخل السلام والهدوء إلى القلوب والأرواح.
وأعاد للإسلام شبابه في القلوب، وحجته في العقول، ومكانته في الأرواح والعبادات.
هدم الغزالي الفلسفة القديمة ليقيم الدين ويعلي بنيانه، ثم عاد بالناس من الجري وراء النظريات والجدليات واختلاف المذاهب إلى روح الإسلام وجوهره الصافي، ومثله العليا الداعية إلى الإيمان والسلام.
علم الناس أن الحياة محبة؛ محبة لله في جلاله، ومحبة للأنبياء جميعهم، ومحبة للبشرية كافة، ومحبة للخير على تعدد ألوانه، ومساعدة عليه بالنفس والمال، ودفع للأذى عن كل روح أيا كان لونها أو دينها.
Page inconnue