* * *
١٢٤- ﴿ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ﴾ أي: اختبر الله إبراهيم بكلمات يقال: هي عَشْرٌ مِنَ السُّنَّةِ (١) .
﴿فَأَتَمَّهُنَّ﴾ أي عمِل بهن كلِّهن.
* * *
١٢٥- ﴿جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ﴾ أي: مَعَادًا لهم، من قولك: ثُبْتُ إلى كذا وكذا: عُدْتُ إليه. وثَابَ إليه جسمه بعد العلة، أي: عاد.
أراد: أن الناس يعودون إليه مرّة بعد مرّة.
﴿وَالْعَاكِفِينَ﴾ المقيمين. يقال: عكف على كذا؛ إذا أقام عليه. ومنه قوله: ﴿وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا﴾ (٢) . ومنه الاعتكاف؛ إنما هو: الإقامة في المساجد على الصلاة والذكر لله.
* * *
١٢٧- ﴿الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ﴾ إسَاسَه (٣) . واحدها قاعدة. فأما
_________
(١) أخرج الحاكم في "المستدرك" ٢/٢٦٦ عن ابن عباس أنه قال: " ابتلاه الله بالطهارة: خمس في الرأس، وخمس في الجسد. في الرأس: قص الشارب، والمضمضة، والاستنشاق، والسواك، وفرق الرأس. وفي الجسد: تقليم الأظفار، وحلق العانة، والختان، ونتف الإبط، وغسل مكان الغائط والبول بالماء". وروى السيوطي في الدر المنثور ١/١١١ عن ابن عباس أنه قال: "الكلمات التي ابتلي بهن إبراهيم فأتمهن: فراق قومه في الله حين أمر بمفارقتهم، ومحاجته نمروذ في الله حين وقفه على ما وقفه عليه من خطر الأمر الذي فيه خلافهم، وصبره على قذفهم إياه في النار ليحرقوه في الله، والهجرة بعد ذلك من وطنه وبلاده حين أمر بالخروج عنهم، وما أمره به من الضيافة والصبر عليها، وما ابتلي به من ذبح ولده. فلما مضى على ذلك كله وأخلصه البلاء، قال الله له: أسلم. قال: أسلمت لرب العالمين". وهناك رويات أخرى في تعيين "الكلمات" جائز أن تكون كلها مرادة، رواها الطبري ٣/٧-١٥ وانظر تفسير ابن كثير ١/١٦٥ - ١٦٦ وتفسير القرطبي ٢/٩٧ - ٩٨ والبحر المحيط ١/٣٧٥ والكشاف ١/٩٢.
(٢) سورة طه ٩٧، وانظر أحكام القرآن للشافعي ١/١١٠.
(٣) في اللسان ٧/٣٠١ "وجمع الأس: إساس، مثل عس وعساس. وجمع الأساس: أسس، مثل قذال وقذل".
1 / 63