177

L'Étrange du Coran

غريب القرآن لابن قتيبة

Chercheur

أحمد صقر

Maison d'édition

دار الكتب العلمية (لعلها مصورة عن الطبعة المصرية)

﴿فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ﴾ أي: افعل بهم فعلا من العقوبة والتَّنْكِيل يَتَفَرّق بهم مَنْ وراءَهم من أعدائك. ويقال: شرّد بهم سَمِّع بهم بلغة قريش.
قال الشاعر:
أُطَوِّفُ فِي الأبَاطِحِ كُلَّ يَوْمٍ ... مَخَافَةَ أَنْ يُشَرِّدَ بِي حَكِيمُ (١)
ويقال: شرّد بهم أي نكِّل بهم. أي اجعلهم عظة لمن وراءهم وعبرة.
٥٨- ﴿فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ﴾ ألق إليهم نَقْضَك العهدَ لتكون أنت وهم في العلم بالنقض سواء (٢) .
٥٩- ﴿وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا﴾ أي فاتوا. ثم ابتدأ فقال: ﴿إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ﴾
٦٠- ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾ أي: من سلاح (٣) .
٦١- ﴿وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ﴾ أي مالوا للصلح.
٦٨- ﴿لَوْلا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ﴾ أي قضاء سبق بأنه سيحل لكم المغانم (٤) .

(١) البيت غير منسوب في اللسان ٤/٢٢٣ وبعده: "معناه: أن يسمع بي. وأطوف: أطوف. وحكيم: رجل من بني سليم كانت قريش ولته الأخذ على أيدي السفهاء".
(٢) راجع تأويل مشكل القرآن ١٦ وتفسير الطبري ١٠/١٩.
(٣) قال الطبري ١٠/٢١ "يقول تعالى ذكره: وأعدوا لهؤلاء الذين كفروا بربهم، الذين بينكم وبينهم عهد، إذا خفتم خيانتهم وغدرهم - ما أطقتم أن تعدوه لهم من الآلات التي تكون قوة لكم عليهم. من السلاح والخيل تخيفون بإعدادكم ذلك عدو الله وعدوكم من المشركين".
(٤) قال الطبري ١٠/٣٢ "يقول الله لأهل بدر الذين غنموا وأخذوا من الأسرى الفداء -: لولا قضاء من الله سبق لكم أهل بدر في اللوح المحفوظ بأن الله محل لكم الغنيمة، وأن الله قضى فيما قضى: أنه لا يضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون، وأنه لا يعذب أحدا شهد المشهد الذي شهدتموه ببدر مع رسول الله، ناصرين دين الله - لنا لكم من الله بأخذكم الغنيمة والفداء، عذاب عظيم".

1 / 180