Les amours de Catulle
غراميات كاتولوس: فطحل شعراء الغزل الرومان
Genres
وإن كنت أحس بأنه ألم مبرح.
ومن الخطبة التي ألقاها شيشيرون دفاعا عن كايليوس في عام 56ق.م. يمكننا أن نكون فكرة عن لون الحياة التي تحياها كلوديا وجمهرة فرسانها من أمثال كايليوس وكاتولوس وكالفوس ومن عداهم إبان عامي 58 و57ق.م. لقد كان للسيدة بيت ريفي فوق تل البلاتين بالقرب من نهر التيبر حيث كانت، مثلها في ذلك مثل ميديا
Medea ، تمارس فن السحر وتزاوله، وقد ساعدها على ذلك ثروتها الطائلة وجمالها الفتان. وكان وفاضها وفراشها مباحين لكل حبيب طارق، كما أن ليالي الشتاء كانت تمر سريعا في حفلات وولائم متعاقبات، وفي رقصات وما يشبه الرقصات من شتى ألوان اللهو والترفيه عن النفس. فإذا جاء الصيف استجم الفريق كله عند شاطئ البحر. وفي حمامات باياي ظل السعي وراء الملذات والمسرات على أشده، والانغماس في الخلاعة والمجون مستمرا مع شيء من الإباحية التي يندر السماح بها في روما.
والآن، لندع شيشيرون نفسه يتكلم مدافعا عن موكله أمام جمع السناتو في تهمتي دس السم وابتزاز الأموال، وهما التهمتان اللتان وجهتهما إليه كلوديا: «سادتي، إننا في هذه الدعوى لا نتعرض لأحد غير كلوديا، تلك السيدة الكريمة المحتد، الطائرة الصيت، بيد أنني لن أقول عنها شيئا إلا بالقدر الذي يتحتم علي بيانه لكي أدحض الاتهام الموجه نحو موكلي. وإن لم تتهمه كلوديا بأنه قد أعد السم لها، وإن لم تقل إنها أقرضت كايليوس أموالا. فكم تكون وقاحتنا إذا تكلمنا عن سيدة يختلف شرفها عما يستلزمه شرف السيدات الرومانيات. ولكننا إذا نحيناها جانبا، ولم يجد خصومنا اتهاما يوجهونه ضد كايليوس، ولم تبق هناك وسيلة لمهاجمته، فما الذي يتحتم علي، بصفتي محاميه إلا أن أصد كرة من يهاجموننا؟ أما عن هذا الذي أقوله، فقد أقوم به حقا بمنتهى الصرامة، لولا تلك البغضاء التي بيني وبين زوج هذه السيدة - أعني بيني وبين أخيها - حيث إنني دائما أبدا أقع في هذا الخطأ.
وكما هو واقع الحال فإنني سأتصرف في لين خشية أن أتجاوز الحدود التي يرسمها واجبي، أو تقتضيها القضية التي وكل إلي الدفاع فيها؛ فكثيرا ما اعتقدت أنه من المفروض علي أن أتجنب العلاقات السيئة مع السيدات، وخاصة مع كلوديا التي دأبت دائما على أن تكون حميدة الطباع في مسلكها مع الناس أجمعين، متحاشية في ذلك أي عداوة قد تنشب بينها وبين أي فرد من الناس.
ولكني أولا وقبل كل شيء سأستفسر منها لأعرف هل تفضل أن أتصرف معها بأسلوب صارم رسمي عتيق، أو بطريقة لينة رقيقة مليئة بالمجاملة. فإن كانت تفضل الأسلوب الصارم، فلا بد لي من أن أستدعي من دنيا الأرواح أحد أولئك السادة، طويلي اللحى - ولن تكون لحيته قصيرة كلحية من هي متيمة به الآن، ولكنها ستكون لحية كثة كتلك التي نراها في التماثيل والصور القديمة - فهذا الذي سأستدعيه، سوف يزجر السيدة، متحدثا إليها بدلا مني خشية أن تغضب هي مني الآن. والآن لندع أحد أفراد عائلتها ينهض، وليكن أبيوس
Appius
الضرير، قبل غيره. فحيث إنه لا يستطيع رؤيتها؛ فسيكون من ثم أقل الناس حزنا. فلئن ظهر حقيقة؛ لكان تصرفه كالآتي، ولوجه إليها الخطاب قائلا: «أيتها المرأة! ما شأنك مع كايليوس؟ ما أمرك مع هذا الصبي؟ ماذا دهاك مع غريب؟ وكيف كان رضاك؟ لم كنت تظهرين له مثل هذا الود، حتى أقرضته بعض مالك فأصبحت هكذا عدوته، حتى أضحيت تخشين أن يدس لك السم؟ ألم تشاهدي أباك وهو في منصب القنصل؟ أما سمعت أن خالك وجدك وجد جدك وكبير أجدادك كانوا قناصلة كذلك؟ أتجهلين أن كوينتوس ميتيلوس كان زوجك؟ وأنه كان من أبرز الرجال وأشجعهم؟ بل كان وطنيا غيورا قضى بمجرد ظهوره في الحياة العامة على جميع مواطنيه، وسلبهم المجد والكفاءة والكرامة؟ ثم لم بعد أن تزوجت من تلك العائلة العريقة الأرومة، الكريمة المحتد، الشريفة النجار، الطائرة الصيت، وأنت يا من تنحدرين من بيت كريم شريف، لم سمحت لكايليوس أن يظهر لك كل هذا الود والحب؟ هل كان بينك وبينه قرابة؟ أكان هو نسيبك؟ أكان صديقا حميما لزوجك؟ الحق أنه لم يكن أحد هؤلاء أجمعين، فماذا يا ترى يكون السبب إن لم يكن محض الطيش والشهوة؟ فإذا لم تحركك صور رجال عائلتنا، أفما كان أجدى بابنتي كوينتا كلوديا
Quinta Clodia
أن تثير في صدرك أن تنافسيها فيما تتحلى به من الفضائل العائلية، والعفة التي هي أساس مجد المرأة؟ أفما كان يجب على كلوديا، تلك العذراء الفيستالية التي كانت متى احتضنت أباها وهو في عربة النصر لم يجرؤ تريبون من ترابنة الشعب المعادين له أن يحاول عزله من عربة النصر هذه؟ لم إذن تحاكين رذائل أخ، مؤثرة إياها على فضائل أب أو جد عائلة كاملة أنتمي أنا إليها كما ينتمي غيري من الذكور والإناث؟ هل رأيتني قد حرمت وطني من الدخول في عالم السلام والوئام مع بيروس
Page inconnue