مثاله: قصة العرنيين أن النبي ﷺ قال لهم: (لو خرجتم إلى إبلنا فشربتم من ألبانها وأبوالها) (١) رواها اسماعيل بن جعفر، عن حميد، عن أنس ﵁، فلفظة "وأبوالها" إنما سمعها حميد من قتادة عن أنس، علم هذا من رواية يزيد بن هارون، ومحمد بن أبي عدي، ومروان بن معاوية، وغيرهم، فلم يذكروا لفظة "وأبوالها".
قال الحافظ: فرواية إسماعيل على هذا فيها إدراج وتسوية (٢)، ولم ير هذا الشيخ ربيع: لأن إسماعيل توبع في رواية هذه اللفظة، دون فصل، أي: لم يذكروا عن حميد قال قتادة: "وأبوالها" قال: وهذا مما يبعد إسماعيل بن جعفر عن وصمة التدليس والإدراج، والظاهر أن هذا من تصرف حميد فكان - والله أعلم - تارة يروي الحديث ولا يبين ما سمعه مباشرة - من أنس - مما سمعه بواسطة قتادة، وأخرى يبين ويفصل، فحدّث كل من أصحابه بما سمع (٣).
- أن يقع كلام من المحدث بعد سياق سند لحديث: وهو أن لا يذكر المحدث متن الحديث، بل يسوق إسناده فقط، ثم يعرض له ما يقطع صلة المتن بالإسناد، إذ يذكر كلاما بعد الإسناد يظنه بعض من سمعه متن ذلك الإسناد.
مثاله: ما وقع في قصة ثابت بن موسى الزاهد مع شريك القاضي، وذلك أن شريك القاضي قال بعد روايته حديث (يعقد الشيطان على قافية رأس
_________
(١) أخرجه البخاري في (ص ٥٣) كتاب الوضوء، باب (٦٦) حديث (٢٣٣).
(٢) النكت ٢/ ٨٣٤ - ٨٣٥) بتصرف.
(٣) انظر تعليقه على النكت ٢/ ٨٣٥).
1 / 68