ولكن سلسلة أخرى من الحوادث ليست آخرها حادثة الملك إدوارد الثامن والمسز سمبسون، ولا هي أولها، أثبتت لنا أن الدم الذي يجري في عروق الملوك والملكات لا يختلف عن الدم الذي يجري في عروقك وعروقي وعروق أي شخص آخر. بل قد يكون الملك أحيانا عرضة للاندفاع في عواطفه والتأثر بها أكثر مني ومنك برد فعل الحياة المحافظة المحاطة بآداب القصور، وتقاليدها العتيقة، وقوانينها الصارمة، وحدودها الضيقة.
وقد يكون الملك على حق في بعض الأحيان إذا بحث عن امرأة تعرف كيف تنسيه مسئولية الحكم ومشاغله، وتعرف إذا نادته باسمه مجردا كيف يكون لصوتها رنة محبوبة في نفسه، وتعرف كيف تتمنع عليه أحيانا، فيشعر باشتداد رغبته فيها وهو الذي يأمر فيطاع، ويطلب فيجاب.
وإذا كان الواحد منا يختار لنفسه المرأة التي يعتقد أن حياتها متممة لحياته بمحض إرادته، فإن الملك يشعر أحيانا بهذه الرغبة الملحة في حرية الاختيار، ولكنه يصطدم بمن ينبهه إلى واجبه القدسي، ويخبره أن زوجته ليست زوجته فقط، وإنما هي ملكة شعبه؛ فلا يجب أن يصم أذنه عن سماع صوت الشعب عند اختيار زوجته وملكة شعبه.
وقد جمع هذا الكتاب بعض ما وقع للملوك في غرامهم في السنوات الأخيرة وفي العصور القديمة، مستندا إلى أوثق المصادر التاريخية؛ لتقوم دليلا على أنه إذا كان بعض الملوك يملكون السيطرة على قلوب رعاياهم، فالقليل منهم من يملك السيطرة على قلبه هو.
المؤلف
ملك إنجلترا السابق إدوارد الثامن (دوق وندسور الحالي).
الملك إدوارد الثامن والمسز سمبسون
الميلاد
فكر المستر تيكل واليس وارفيلد وهو ينظر باضطراب إلى باب الغرفة المغلق وقال في نفسه: عسى أن يكون ولدا.
ثم أخذ يتمشى في الحجرة الخارجية ذهابا وجيئة، ونظر من النافذة يلتمس الهدوء من اضطرابه في منظر تلك القمم الزرقاء اللون التي كانت تحجب عنه الأفق، وكان الناس في الطريق يمرون أمام المنزل في مونتيرى دون أن يهتم أحدهم لشيء مما يجري في الداخل؛ فقد حضروا هم أيضا للاصطياف على حدود بنسلفانيا وميريلند بين الجبال، وكانت تغطي رءوس السيدات قبعات كبيرة الحجم يزينها الريش الطويل؛ إذ كانت هذه هي «موضة» القبعات في عام 1896.
Page inconnue