الفصل الأول
في تشبيه الأزهار
من أحسن ما قيل في النرجس قولُ ابن وكيع:
اشربْ فلستَ على صحوٍ بمعذورِ ... واطربْ على صوتِ ناياتٍ وطنبورِ
أما ترى النرجسَ الريان يلحظنا ... كأنَّ أجفانه أجفانُ مخمورِ
كأنَّ أصفرهُ في وسطِ أبيضهِ ... قراضةٌ أودعتْ أحشاءَ بلورِ
أما تراهُ ومرُّ الريح يعطفه ... كأنهُ زعفرانٌ وسطَ كافورِ
إذا بدا في اختلافٍ من تلونهِ ... أراكَ كيف امتزاجُ النارِ بالنورِ
وينسب إلى المأموني من قطعةٍ، وإن لم يكن فيها حرف تشبيه:
وياقوتة صفراءَ في رأس درةٍ ... مركبةٍ في قائمٍ من زبرجدِ
كأنَّ جمانَ الطلِّ في جنباتها ... بقيةُ دمعٍ فوقَ خدٍّ موردِ
ولابن المعتز:
وعجنا إلى الروضِ الذي طله الندى ... وللفجرِ في ثوبِ الظلامِ حريقُ
كأنَّ عيونَ النرجس الغضِّ بينه ... مداهنُ درٍّ حشوهنَّ عقيقُ
كأنَّ جمانَ الطلِّ في جنباتِها ... بكاءُ جفونٍ دمعهن خلوقُ
1 / 77