Gandhi : Autobiographie ou mes expériences avec la vérité
غاندي السيرة الذاتية: قصة تجاربي مع الحقيقة
Genres
بلغت معاملات رايشاندباي التجارية مئات الآلاف حيث كان يعمل خبيرا في اللؤلؤ والماس، ولم تكن تستعصي عليه أي مشكلة في العمل. لكن كل هذا لم يكن المحور الرئيسي لحياته، إنما كان رؤية الإله وجها لوجه. تجد باستمرار - ضمن ما تجد من متعلقات على طاولته - بعض الكتب الدينية ودفتر مذكراته. وكان كلما انتهى من العمل اطلع على هذه الكتب الدينية أو فتح دفتر مذكراته. وتعد معظم كتاباته المنشورة نسخة طبق الأصل من هذه المذكرات. الشخص الذي يبدأ في الكتابة عن جوانب الروح الخفية مباشرة بعد أن ينهي حديثه عن الأعمال التجارية الضخمة، لا يمكن أن يكون رجل أعمال على الإطلاق، بل هو باحث عن «الحقيقة». وهكذا كنت أراه مستغرقا في السعي خلف الحقائق الإلهية في غمرة الأعمال التجارية، وليس لمرة أو مرتين فحسب بل في أغلب الأحيان. ولم أر رايشاندباي يفقد توازنه قط. كانت تربطني به علاقة قوية مع عدم وجود أي منفعة شخصية أو تجارة بيننا تلزمه بالحفاظ على علاقته بي. كنت في ذلك الوقت لا أزال محاميا بلا موكلين، وكان كلما رآني حدثني عن مسألة دينية، وكنت لا أزال أتخبط حينها ولم يكن لدي أي اهتمام حقيقي بالمناقشات الدينية، لكنني مع ذلك وجدت حديثه مشوقا. ومنذ ذلك الحين قابلت عددا من الزعماء والمعلمين الدينيين. وحاولت لقاء زعماء الكثير من الديانات، لكنني مع ذلك لم أتأثر بأي منهم مثلما تأثرت برايشاندباي، لقد مست كلماته شغاف قلبي. ولقد شعرت بالإجلال العظيم لفكره بنفس القدر الذي شعرت به نحو التزامه الأخلاقي. وكان لدي إيمان راسخ بداخلي أنه لن يضللني، وأنه سيفضي إلي بأعمق أفكاره. ومن ثم، كان هو ملجئي في أوقات الأزمات الروحانية.
ومع كل هذا الإجلال الذي كنت أكنه له، لم أستطع أن أتخذه معلما روحيا (جورو)، فقد ظل العرش المخصص لمعلمي الروحي في قلبي شاغرا واستمر بحثي.
أنا أؤمن بالنظرية الهندوسية التي تتناول فكرة المعلم الروحي وأهميته في الإدراك الروحاني، وأعتقد أن المذهب الذي يقول إن المعرفة الحقيقية مستحيلة دون وجود معلم روحي ينطوي على الكثير من الصحة. فيمكن أن يتسامح المرء إذا ما وجد معلما متواضعا للأمور الدنيوية، إلا أنه لا مجال للتسامح عند التطرق إلى الأمور الدينية. فلا يستحق أن يعتلي عرش المعلم الروحي إلا معلم مثالي. ولذلك يجب أن يكون هناك سعي دائم خلف الكمال حتى يجد المرء المعلم الروحي الحق. والسعي اللانهائي خلف الكمال هو حق للجميع، وهو الجزاء الذي ينتظرونه. أما ما تبقى فهو بيد الإله.
ومع أني لم أتمكن من تتويج رايشاندباي على عرش معلمي الروحي، فسنرى كيف كان مرشدي ومعاوني في الكثير من الحوادث. تأثرت حياتي للغاية بثلاثة من المعاصرين: رايشاندباي بعلاقتي المباشرة به، وتولستوي من كتابه «مملكة الإله تكمن بداخلك»
The Kingdom of God is Within You ، وراسكين في كتابه «حتى الرجل الأخير »
Unto this Last .
هوامش
الفصل الثاني
كيف بدأت حياتي
بنى أخي علي آمالا عريضة. وكان لديه طموح كبير للثروة والسمعة والشهرة. وقد كان طيب القلب وكريما لدرجة قد تؤخذ عليه، وقد أدى هذا مقترنا بطبيعته البسيطة إلى انجذاب عدد كبير من الأصدقاء إليه، الذين كان يأمل في أن يحضروا موكلين لأعمل لمصلحتهم. وافترض أنني سأحظى بالكثير من القضايا، فزاد من نفقات المنزل بصورة ضخمة. لقد ذلل لي جميع العقبات التي قد تعترض طريق ممارستي للمهنة. وكانت ثورة الطائفة بسبب رحلتي إلى الخارج لا تزال قائمة. وقد انقسمت الطائفة إلى مجموعتين، قبلت إحداهما عودتي على الفور، أما الأخرى فصممت على نبذي من الطائفة. ولإرضاء المجموعة السالفة، أخذني أخي إلى ناسيك
Page inconnue