Gandhi : Autobiographie ou mes expériences avec la vérité
غاندي السيرة الذاتية: قصة تجاربي مع الحقيقة
Genres
4
ولكنها لم تسمح للمرض بأن يعوقها عن الالتزام بالعهد. لم يمثل الصيام ليومين أو ثلاثة أيام متتابعة صعوبة لها. وكان من عادتها أن تتناول وجبة واحدة يوميا في مدة الشاتورماس. وبسبب شعورها بعدم الرضا لصيامها جميع أيام إحدى فترات الشاتورماس بالتناوب، نذرت في فترة شاتروماس أخرى ألا تأكل حتى ترى الشمس، وقد اعتدنا نحن الأطفال في تلك الأيام أن نقف محدقين في السماء، في انتظار أن تظهر الشمس فنبلغ والدتنا بظهورها. ونعلم جميعا أن الشمس غالبا لا تظهر في ذروة الموسم المطير. وأتذكر أنه في بعض الأيام عندما كانت الشمس تظهر فجأة كنا نركض لنبلغ والدتنا بسطوعها، ولكنها كانت تصر على أن تذهب لتراها بأم عينيها، ولكن حينها تكون الشمس سريعة الزوال قد اختفت، حارمة إياها من تناول الطعام، فتقول بابتهاج: «هذا لا يهم، لم يرد الإله أن أتناول الطعام اليوم.» ثم تعود لممارسة مهامها.
كانت والدتي تتمتع برجاحة عقل شديدة، وكانت على دراية بجميع شئون الدولة، وكانت سيدات البلاط الملكي يقررن بذكائها. كنت كثيرا ما أرافقها، مستغلا كوني في طور الطفولة، ولا أزال أتذكر العديد من المناقشات المثيرة التي جرت بينها وبين الأرملة والدة الأمير.
ولدت في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 1869م في بورباندار، التي تعرف أيضا باسم سودامابوري، حيث أمضيت طفولتي. وأتذكر دخولي المدرسة، واجتيازي جداول الضرب بشق الأنفس. ولا أتذكر من هذه الأيام إلا قيامي، شأني شأن بقية الأولاد، بنعت المعلم بشتى الألفاظ البذيئة، وهذا يدل على قصور قدراتي الذهنية وضعف ذاكرتي.
هوامش
الفصل الثاني
الطفولة
لا بد أنني كنت في السابعة من عمري عندما رحل والدي عن بورباندار متجها إلى راجكوت ليصبح عضوا في محكمة راجاسانيك، وقد ألحقني بمدرسة ابتدائية في راجكوت، وما زلت أتذكر تلك الأيام جيدا، لا سيما أسماء المعلمين الذين درسوا لي وغيرها من التفاصيل. وكما كان الحال في بورباندار، لم يكن هناك أمر جدير بالذكر فيما يتعلق بدراستي، فقد كنت طالبا متوسط المستوى. وانتقلت من هذه المدرسة إلى مدرسة الضاحية، ثم إلى المدرسة الثانوية حين بلغت الثانية عشرة من عمري، ولا أذكر أني قد كذبت قط في تلك الفترة القصيرة، سواء على معلمي أو زملائي. لقد كنت شديد الخجل وكنت أتحاشى الرفقة، فلم يكن لي رفيق سوى كتبي ودروسي. واعتدت أن أكون في المدرسة مع قرع جرس بداية اليوم الدراسي، وأن أعود راكضا إلى المنزل فور انتهائه. وقد كنت أركض فعلا إلى المنزل لأنني لم أكن أطيق التحدث إلى أي شخص، وكنت أخشى - إلى حد بعيد - سخرية الآخرين.
وفي امتحان السنة الأولى من المدرسة الثانوية وقعت حادثة أرى أنها جديرة بالذكر، حضر السيد جيلز، المفتش التعليمي، في زيارة تفتيشية إلى المدرسة، ثم قام بإملاء خمس كلمات كتمرين على التهجي، وكانت إحدى تلك الكلمات الخمس كلمة
Kettle ، وقد أخطأت في تهجيها. حاول المعلم مساعدتي بوخزي بمقدمة حذائه، ولكن دون جدوى، فقد كان من الصعب علي أن أتخيل أن معلمي يريدني أن أغش من زميلي الذي بجواري، وذلك لأنني اعتقدت أن مهمة المعلم منعنا من الغش، ونتيجة لذلك، تهجى جميع الطلاب الكلمة بصورة صحيحة، ما عدا أنا بالطبع؛ فقد كنت الأحمق الوحيد بينهم، وقد حاول المعلم لاحقا أن يقنعني بتلك الحماقة ولكن هيهات، فلم أستطع قط تعلم مهارة «الغش».
Page inconnue