Georg Buchner: Œuvres complètes
جورج بشنر: الأعمال المسرحية الكاملة
Genres
28
تحول الخونة إلى أحجار.
روبسبيير :
أطلب الكلمة.
اليعاقبة :
اسمعوا! اسمعوا النزيه!
روبسبيير :
لقد كنا ننتظر أن نسمع صيحة السخط التي تتردد الآن من كل جانب لكي نتكلم. كانت أعيننا مفتوحة، وقد رأينا العدو يتسلح ويتحفز، ولكننا لم نعط الإشارة بالتحرك. لقد تركنا الشعب يسهر على نفسه بنفسه، ولم ينم الشعب، بل أمسك بالسلاح. لقد تركنا العدو يبرز من مخبئه. تركناه يتقدم، وهو الآن يقف حرا مكشوفا في وضح النهار. كل ضربة توجه إليه ستصيبه. إنه سيموت بمجرد أن تقع عيونكم عليه. لقد قلت لكم من قبل إن الأعداء الداخليين للجمهورية قد انقسموا إلى فرقتين أو معسكرين. إنهم يحملون أعلاما مختلفة الألوان، ويسيرون في طرق متعددة المسالك، ولكنهم يسرعون جميعا إلى نفس الهدف. إن أحد هذين المعسكرين لم يعد له وجود.
29
لقد حاول في جنونه وتطرفه أن يدمغ أصلب الوطنيين بالضعف والخور لينحيهم جانبا، ويحرم الجمهورية من أشد أذرعتها قوة، وأعلن الحرب على الألوهية والملكية لكي ينفذ مؤامرته المنحرفة لصالح الملوك، وتهكم على مسرحية الثورة السامية لكي يسيء إلى سمعتها ويفضحها بالاستهتار والفحش المتعمد المدبر. لو قدر لهيبر أن ينتصر لتحولت الجمهورية إلى فوضى ولرضي الاستبداد. إن سيف القانون قد أصاب الخائن، وماذا يهم الأجانب ما بقيت هناك مجموعة أخرى من المجرمين الذين يعملون على الوصول إلى نفس الهدف؟ إذا لم ندمر هذا المعسكر الآخر فكأننا لم نعمل شيئا. إنه يسير في عكس الاتجاه الذي سار فيه المعسكر الأول. إنه يدفعنا إلى الضعف وصيحته في المعركة هي: الرحمة! إنه يريد أن ينتزع السلاح من الشعب، كما ينتزع القوة التي يقبض بها على السلاح؛ لكي يسلمه عاريا خائر القوة إلى الملوك.
Page inconnue