بسم الله الرحمن الرحيم عليه توكلت
ومن الفتوة أن لا يعتمد إلا على ربه في كل أحواله وأوقاته. سفرًا وحضرا. سمعت أبا القاسم عبد الله بن محمد الدمشقي يقول لرجل وهو يوصيه في سفر يريد أن يخرج إليه: يا أخي، لا تصحب غير الله فإنه الذي يكفيك المهمات، ويشكرك على الحسنات، ويستر عليك السيئات، ولا يفارقك في خطوة الخطوات.
ومن الفتوة أن لا يحوج إخوانه إلى السؤال، ويكتفي منهم بالتعريض عن التصريح. سمعت الشيخ أبا سهل محمد بن سليمان يقول: سمعت ابن الأنباري يقول: أخبرنا أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي، أن أمية بن أبي الصلت دخل على عبد الله بن جدعان، وعنده قينتان يقال لهما الجرادتان، فقال له أنعم صباحًا أبا زهير، ثم أنشأ يقول:
أأذكر حاجتي أم قد كفاني ... حياك إن شيمتك الحياء
وعلمك بالحقوق وأنت فرعٌ ... لك الحسب المهذب والسناء
كريمٌ لا يغيره صباحٌ ... عن الخلق الكريم ولا المساء
1 / 85