ومسلاةٌ للهموم. وقال سفيان الثوري ﵀: لم يبق في الدنيا شيء أستلذ به إلا لقاء الإخوان.
ومن الفتوة الابتداء بالصنيعة قبل المسألة. قال سعيد بن العاص ﵀: أحسن المعروف ما كان ابتداء من غير مسألة، فأما إذا أتاك يدور دمه في وجهه، لا يدري أتعطيه أم تمنعه، فوالله لو خرجت له عن جميع ملكك، ما كان مكافأة لذلك. أنشدني أبو ذر المنذر بالكوفة لبعضهم:
لعن الله نائلًا أرتجيه ... من يدي من أريد أن أقتضيه
ومن الفتوة البدار إلى قضاء حوائج الإخوان. قال سفيان الثوري ﵀: ليس من أخلاق الكرام التواني عن قضاء حوائج الإخوان إذا استمكن منها. وقال المأمون للفضل بن الربيع: اغتنم قضاء حوائج من رفع إليك حاجة، فإن الدهور أجور، والفلك أدور، والعمر أقصر من أن يتم حال أو يدوم سرور.
ومن الفتوة التلطف بالفقراء والحياء من الأشراف. قال الأعمش: كان إبراهيم ﵇ إذا [أتاه] الرجل الضعيف، أقبل عليه، وإذا أتاه الشريف استحيى منه.
1 / 68