Les Illuminations de La Mecque
الفتوحات المكية في معرفة الاسرار الملكية
Maison d'édition
دار إحياء التراث العربي
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
1418هـ- 1998م
Lieu d'édition
لبنان
ملكت بها فانهرت فتقها . . . يرى قائم من دونها ماوراءها أي شددت كفي بها يقال ملكت العجين إذا شددت عجنه فيحصل لك إذا خالفته في هذا الأمر الذي جاءك به علم تعلق الأقتدار الإلهي بالإيجاد وهي مسئلة خلاف بين أهل الحقائق من أصحابنا ويحصل لك علم العصمة والحفظ افلهي حتى لا يؤثر فيك وهمك ولا غيرك فتككون خالصا لربك وإن جاءك من جهة اليممين فقويت عليه ودفعته فإذا جاءك من هذه الجهة الموصوفة بالقوة فإنه يأتي إليك ليضعف إيمانك ويقينك ويلقي عليك شبها في أدلتك ومكاشفاتك فإنه له في كل كشف يطلعك الحق عليه أمرا من عالم الخيال ينصبه لك مشابها لحالك الذي أنت به في وقتك فإن لم يكن لك علم قوي بما تميز به بين الحق وما يخيله لك فتكون موسوى المقام ولا إلتبس عليك الأمر كما خيلت السحرة للعامة إن الحبال والعصي حيات ولم تكن كذلك وقد كان موسى عليه السلام لما ألقى عصاه فكانت حية تسعى خاف منها على نفسه على مجرى العادة وإنما قدم الله بين يديه معرفة هذا قبل جمع السحرة ليكون على يقين من الله أنها آية نوأنها لا تضره وكان خوفه الثاني تعندد ما ألقت السحرة الحبال والعصي فصارت حيات في أبصار الحاضرين على الأمة لئلا يلتبس عليهم الأمر فلا يفرقون بين الخيال والحقيقة أو بين ما هو من عند الله وبين ما ليس من عند الله فأختلف تعلق الخوفين فإنه عليه السلام على بينة من ربه قوي الجأش بما تقدمم له إذا قيل له في الإلقاء الأول خذها ولا تخف سنعيدها السحرةة الأولى أي ترجع عصا كما كانت في عينك فأخفى تعالى العصا في روحاينة الحية البرزخية فتلقفت جميع حيات السحرة تالمتخيلة في عيون الحاضرين فلم يبق لتلك الحبال والعصي عين ظاهرةة في أعينهم وهي ظهور حجته على حججهم في صور حبال وعصي فأبصرت السحرة والناس حبال السحرة وعصيهم التي ألقوها حبالا وعصيا فهذا كان تلقفها إلا أنها إنعدمت الحبال والعصي إذ لو أنعدمت لدخل عليهم التلبيس في عصا موسى وكانت الشبهة تدخل عليهم فلما رأى الناس الحبال حبالا علموا أنها مكيدة طبيعية يعضدها قوة كيدية روحانية فتلقفت عصا موسى صور الحيات من الحبال والعصي كما يبطل كلام الخصم إذا كان على غير حق أن يكون حجة لا أن ما أتى به ينعدم بل يبقى محفوظا معقولا عند السامعين ويزول عندهم كونه نحجة فلما تعلمت السحرة قدر ما جاء به موسى من قوة الحجة وأنه خارج عما جاؤا به وتحققت شفوف ما جاء به على ما جاؤا به ورأوا خوفه علموا أن ذلك من عند الله ولو كان من عنده لم يخف لأنه يعلم ما يجري فآيته عند السحرة خوفه وآيته عند الناس تلقف عصاه فآمنت السحرة قيل كانوا ثمانين ألف ساحر وعلموا أن أعظم الآيات في هذا الموطن تلقف هذه الصور من أعين الناظرين وإبقاء صورة حية عصا موسىى في أعينهم والحال عندهم واحدة فعلموا نصدق موسى فيما يدعوهم إليه توأن هذا الذي أتى به خارج عنالصور والحيل المعلومة في السحر فهو أمر إلهي ليس لموسى عليه السلام فيه تعمل فصدقوا برسالته على بصيرة وأختاروا عذاب فرعون على عذاب الله وآثروا الآخرة على الدينا وعلموا من عملهم بذلك أنه على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما وأن الحقائق لا تتبدل وأن عصا موسى مبطونة في صورة الحية عن أعين الجميع وعن الذي ألقاها بخوفه الذي شهدوا منه فهذه فائدة العلم وإن جاءك الشيطان من جهة الشمال بشبهات التعطيل أو وجود الشريك لله تعالى في ألوهيته فطردته فإن الله يقويك على ذلك بدلائل التوحيد وعلم النظر فإن الخلف للمعطلة ودفعهم بضرورة العلم الذي يعلم به توجود الباري فالخلف للتعطيل والشمال للشرك واليمين للضعف ومن بين أيديهم التشكيك في الحواس ومن هنا دخل التللبيس على السوفسطائية حيث أدخل لهم الغلط في ذلك قالوا هذا ليس بعلم وهو من جملة الأغاليط يقال لهم فهذا فقد علمتم أن قولكم هذا ليس في الأدلة ويرجعون إليه فيها ولهذا عصمنا الله من ذلك فلم يجعل للحس غلطا جملة واحدة وأن الذي يدركه الحس حق فإنه موصل ما هو حاكم بل شاهد وإنما العقل هو الحاكم والغلط منسوب إلى الحاكم في الحكم ومعلوم عند القائلين بغلط الحس وغير القائلين به إن العقل يغلط إذا كان النظر فاسدا أعنى نظرا لفكر فإن النظر ينقسم إلى صحيح وفاسد فهذا هومن الشيئين فجعل في القسم الأعلى الذي هو الرأس جمسع القوى الحسية والروحانية توما جعل في النصف الآخر من القوى الخاصة السارية في جميع بدنه لا غير ذلك وأما من القوى الطبيعية المتعلقة بتدبير البدن فالقوة الجاذبة وبها تجذب النفس الحيوانية ما به صلاح العضو من الكبد والقلب ، والقوة الماسكة وبها تمسك ما جذبته الجاذبة على العضو حتى يأخذ منه ما فيه منافعه . فإن قلت : فإذا كان المقصود المنفعة فمن أين دخل المرض على الجسد ؟ فاعلم أن المرض من الزيادة على ما يستحقه من الغذاء أو النقص مما يستحقه فهذه القوة ما عندها ميزان الإستحقاق فإذا جذبت زائدا على ما يحتاج إليه البدن أو نقصت عنه كان المرض فإن حقيقتها الجذب ما حققيقتها الميزان فإذا أخذته تعلى الوزن الصحيح فذلك لها بحكم الإتفاق ومن قوة أخرى لا بحكم القصد وذلك ليعلم المحدث نقصه وأن الله يفعل ما يريد وكذلك فيه أيضا القوة الدافعة وبها يعرق البدن فإن الطبيعة ما هي دافعة بمقدار محصوص لأنها تجهل تالميزان وهي محكومة لأمر آخر من فضول تطرأ في المزاج تعطيها القوة الشهوانية وكذلك أيضا هذا كله سار في جميع البدن علوا وسفلا وأما سائر القوى فمحلها النصف الأعلى وهو النصف تالأشرف محل وجود الحياتين حياة الدم وحياة النفس فأي عضو مات من هذه الأعضاء زالت عنه القوى التي كانت فيه من الشروط وجودها بوجو الحياة وما لم يمت العضو وطرأ على محل قوة ما خلل فإن حكمها يفسد ويتخبط ولا يعطى علما صحيحا كمحل الخيال إذا طرأت فيه علة فالخيال لا يبطل وإنما يبطل قبول الصحة فيما يراه علما وكذلك العقل وكل قوة روحانية وأما القوى الحسية فهي أيضا موجودة لكن تطرأ حجب بينها وبين مدركاتها في العضو القائمة به من ماء ينزل في العين وغير ذلك وأما القوى ففي محالها ما زالت ولا برحت ولكن الحجب طرأت فمنعت فالأعمى يشاهد الحجاب ويراه وهو الظلمة التي يجدها فهي ظلمة الحجاب فمشهده الحجاب وكذلك ذائق العسل والسكر إذا وجده مرا فالمباشر للعضو القائم به قوة الذوق إنما هو المرة الصفراء فلذلك أدرك المرارة فالحس يقول أدركت مرارة والحاكم إن أخطأ يقول هذا السكر مر وإن أصاب عرف العلة فلم يحكم على السكر بالمرارة وعرف ما أدركت القوة وعرف أن الحس الذي هو الشاهد مصيب على كل حال وإن القاضي يخطىء ويصيب . ميع بدنه لا غير ذلك وأما من القوى الطبيعية المتعلقة بتدبير البدن فالقوة الجاذبة على العضو حتى على ما يستحقه من الغذاء أو النقص مما يستحقه فهذه القوة ما عندها ميزان الإستحقاق فإذا جذبت زائدا على ما يحتاج إليه البدن أو نقصت عنه كان المرض فإن حقيقتها الجذب ما حققيقتها الميزان فإذا أخذته تعلى الوزن الصحيح فذلك لها بحكم الإتفاق ومن قوة أخرى لا بحكم القصد وذلك ليعلم المحدث نقصه وأن الله يفعل ما يريد وكذلك فيه أيضا القوة الدافعة وبها يعرق البدن فإن الطبيعة ما هي دافعة بمقدار محصوص لأنها تجهل تالميزان وهي محكومة لأمر آخر من فضول تطرأ في المزاج تعطيها القوة الشهوانية وكذلك أيضا هذا كله سار في جميع البدن علوا وسفلا وأما سائر القوى فمحلها النصف الأعلى وهو النصف تالأشرف محل وجود الحياتين حياة الدم وحياة النفس فأي عضو مات من هذه الأعضاء زالت عنه القوى التي كانت فيه من الشروط وجودها بوجو الحياة وما لم يمت العضو وطرأ على محل قوة ما خلل فإن حكمها يفسد ويتخبط ولا يعطى علما صحيحا كمحل الخيال إذا طرأت فيه علة فالخيال لا يبطل وإنما يبطل قبول الصحة فيما يراه علما وكذلك العقل وكل قوة روحانية وأما القوى الحسية فهي أيضا موجودة لكن تطرأ حجب بينها وبين مدركاتها في العضو القائمة به من ماء ينزل في العين وغير ذلك وأما القوى ففي محالها ما زالت ولا برحت ولكن الحجب طرأت فمنعت فالأعمى يشاهد الحجاب ويراه وهو الظلمة التي يجدها فهي ظلمة الحجاب فمشهده الحجاب وكذلك ذائق العسل والسكر إذا وجده مرا فالمباشر للعضو القائم به قوة الذوق إنما هو المرة الصفراء فلذلك أدرك المرارة فالحس يقول أدركت مرارة والحاكم إن أخطأ يقول هذا السكر مر وإن أصاب عرف العلة فلم يحكم على السكر بالمرارة وعرف ما أدركت القوة وعرف أن الحس الذي هو الشاهد مصيب على كل حال وإن القاضي يخطىء ويصيب .
فصل
وأما معرفة الحق من هذا المنزل فاعلم أن الكون لا تعلق له بعلم الذات أصلا وإنما متعلقة العلم بالمرتبة وهو مسمى الله فهو الدليل المحفوظ الأركان الساد على معرفة الإله وما يجب أن يكون عليه سبحانه من أسماء الأفعال ونعوت الجلال وبأية حقيقة يصدر الكون من هذه الذات المنعوتة بهذه المرتبة المجهولة العين والكيف وعندنا لا خلاف في أنها لا تعلم بل يطلق عليها نعوت تنزيه صفات الحدث وإن القدم لها والأزل الذي يطلق لوجودها إنما هي أسماء تدل على سلوب من نفي الأولية وما يليق بالحدوث وهذا يخالفنا فيه جماعة من المتكلمين الأشاعرة ويتخيلون أنهم قد علموا من الحق صفة نفسية ثبوتية وهيهات أنى لهم بذلك وأخذت طائفة ممن شاهدناهم من المتكلمين كأبي عبد الله الكتاني وأبي العباس الأشقر والضرير السلاوي صاحب الأروجوزة في علم الكلام على أبي سعيد الخراز وأبي حامد وأمثالهما في قولهم لا يعرف الله إلا الله وإنما اختلف أصحابنا في رؤية الله تعالى إذا رأيناه في الدار الآخرة بالأبصار ما الذي نرى وكلامهم فيه معلوم عند أصحابنا وقد أوردنا تحقيق ذلك في هذا الكتاب مفرقا في أبواب منازله وغيرها بطريق الإيماء لا بالتصريح فإنه مجال ضيق تقف العقول فيه لمناقضته أدلتها فهو المرئي سبحانه على الوجه الذي قاله وقاله رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى ما أراده من ذلك فإن الناظرين فيما قاله وأوحى به إلينا اختلفوا في تأويله وليس بعض الوجوه بأولى من بعض فتركنا الخوض في ذلك إذا الخلاف فيه لا يرتفع من العالم بكلامنا ولا بما نورده فيه .
فصل
Page 214