Les Illuminations de la Sagesse

Ibn Arabi d. 638 AH
95

Les Illuminations de la Sagesse

فصوص الحكم

Genres

عيسى لا يحيي الموتى إلا حتى يظهر في تلك الصورة الطبيعية النورية لا العنصرية مع الصورة البشرية من جهة أمه . فكان يقال فيه عند إحيائه الموتى هو لا هو وتقع الحيرة في النظر إليه كما وقعت في العاقل عند النظر الفكري إذا رأى شخصا بشريا من البشر يحيي الموتى ، وهو من الخصائص الإلهية ، إحياء النطق لا إحياء الحيوان ، بقي الناظر حائرا ، إذ يرى الصورة بشرا بالأثر(1) الإلهي .

فأدى بعضهم فيه إلى القول بالحلول، وأنه هو الله بما أحيا به من الموتى، ولذلك نسبوا إلى الكفر وهو الستر لأنهم ستروا الله الذي أحيا الموتى بصور بشرية(2) عيسى . فقال تعالى "لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم فجمعوا بين الخطأ والكفر(3) في تمام الكلام كله لأنه(4)لا بقولهم هو الله ، ولا بقولهم ابن مريم ، فعدلوا بالتضمين من الله من حيث إحياء(5) الموتى إلى الصورة الناسوتية البشرية بقولهم ابن مريم وهو ابن مريم بلا شك (58 - ب) . فتخيل السامع أنهم نسبوا الألوهية(6)للصورة وجعلوها عين الصورة وما فعلوا ، بل جعلوا الهوية(7) الإلهية ابتداء في صورة بشرية هي ابن مريم، ففصلوا بين الصورة والحكم (8)، لا(9) أنهم جعلوا الصورة عين الحكم كما كان جبريل في صورة البشر ولا نفخ ، ثم نفخ ، ففصل بين الصورة والنفخ وكان(10) النفخ من الصورة ، فقد كانت ولا نفخ ، فما هو النفخ من حدها الذاتي . فوقع الخلاف بين أهل الملل في

Page 141