131

Les Illuminations de la Sagesse

فصوص الحكم

Genres

21 - فص حكمة مالكية في كلمة زكرياوية

اعلم أن رحمة الله وسعت كل شيء وجودا وحكما ، وأن وجود الغضب من رحمة الله بالغضب . فسبقت رحمته غضبه أي سبقت نسبة الرحمة إليه نسبة الغضب إليه . ولما كان لكل عين وجود يطلبه من الله ، لذلك عمت رحمته كل عين ، فإنه برحمته التي رحمه بها قبل (1) رغبته في وجود عينه ، فأوجدها فلذلك قلنا إن رحمة الله وسعت كل شيء وجودا وحكما. والأسماء الإلهية من الأشياء ، وهي ترجع إلى عين واحدة . فأول ما وسعت رحمة الله شيئية تلك العين الموجدة (2) للرحمة بالرحمة ، فأول شيء وسعته الرحمة نفسها ثم الشيئية المشار إليها ، ثم شيئية (80-1) كل موجود يوجد إلى ما لا يتناهى دنيا وآخرة ، وعرضا وجوهرا ، ومركبا وبسيطا . ولا يعتبر فيها حصول غرض ولا ملائمة طبع ، بل الملائم وغير الملائم كله وسعته الرحمة الإلهية وجودا . وقد ذكرنا في الفتوحات (3) أن الأثر لا يكون إلا للمعدوم لا للموجود ، وإن كان للوجود فبحكم المعدوم : وهو علم غريب ومسألة نادرة ، ولا يعلم تحقيقها(4 إلا أصحاب الأوهام ، فذلك بالذوق عندهم . وأما من لا يؤثر الوهم فيه فهو بعيد عن هذه المسألة.

فرحمة الله في الأكوان سارية

وفي الذوات وفي الأعيان جارية

مكانة الرحمة المثلى إذا علمت

من الشهود مع الأفكار عالية

Page 177